[ ص: 455 ] باب ذكر أخلاقه وشمائله الطاهرة صلى الله عليه وسلم
قد قدمنا طيب أصله ومحتده ، وطهارة نسبه ومولده ، وقد قال الله تعالى : الله أعلم حيث يجعل رسالاته [ الأنعام : 124 ] .
وقال : حدثنا البخاري قتيبة ، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن عمرو ، عن سعيد المقبري ، عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة ، بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا ، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه .
وفي " صحيح مسلم " عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله اصطفى قريشا من بني إسماعيل ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم . .
وقال الله تعالى : ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم [ القلم : 1 - 4 ] قال العوفي ، عن ابن عباس في قوله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم أي ؛ وإنك لعلى دين عظيم ، وهو الإسلام . وهكذا قال مجاهد وابن مالك والسدي والضحاك . وقال وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم عطية : [ ص: 456 ] لعلى أدب عظيم . وقد ثبت في " صحيح مسلم " من حديث قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام قال : عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، فقلت : أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت : أما تقرأ القرآن ؟ قلت بلى . فقالت : كان خلقه القرآن . سألت
وقد روى عن الإمام أحمد ، إسماعيل بن علية ، عن يونس بن عبيد ، عن قال : الحسن البصري عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن . سئلت
وروى عن الإمام أحمد ، عبد الرحمن بن مهدي ، من حديثه ، و والنسائي ابن جرير من حديث ابن وهب ، كلاهما عن معاوية بن صالح ، عن عن أبي الزاهرية ، قال : جبير بن نفير عائشة ، فسألتها ، عن فقالت : كان خلقه القرآن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، . ومعنى هذا أنه عليه الصلاة والسلام ، مهما أمره به القرآن امتثله ، ومهما نهاه عنه تركه ، هذا مع ما جبله الله عليه من الأخلاق الجبلية الأصلية العظيمة التي لم يكن أحد من البشر ولا يكون على أكمل منها ، وشرع له الدين العظيم الذي لم يشرعه لأحد قبله ، وهو مع ذلك خاتم النبيين ، فلا رسول بعده ولا نبي ، فكان فيه من الحياء والكرم والشجاعة والحلم والصفح والرحمة وسائر الأخلاق الكاملة ما لا يحد ولا يمكن وصفه . حججت فدخلت على
[ ص: 457 ] وقال يعقوب بن سفيان : ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا الحسن بن يحيى ، ثنا زيد بن واقد ، عن بسر بن عبيد الله ، عن عن أبي إدريس الخولاني ، قال : أبي الدرداء عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه ويسخط لسخطه . سألت
وقال : أنا البيهقي أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ، أنا قيس بن أنيف ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران ، عن يزيد بن بابنوس قال : : يا أم المؤمنين ، كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن . ثم قالت : أتقرأ سورة " المؤمنين " ؟ اقرأ : لعائشة قد أفلح المؤمنون إلى العشر . قالت : هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهكذا رواه قلنا عن النسائي قتيبة .
وروى من حديث البخاري عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، عبد الله بن الزبير في قوله تعالى : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين [ الأعراف : 199 ] قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس .
[ ص: 458 ] وقال : حدثنا الإمام أحمد ثنا سعيد بن منصور ، عن عبد العزيز بن محمد ، محمد بن عجلان ، عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هريرة إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق تفرد به أحمد . ورواه في كتابه ، فقال : الحافظ أبو بكر الخرائطي . إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
وتقدم ما رواه من حديث البخاري أبي إسحاق ، عن قال : البراء بن عازب . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها ، وأحسن الناس خلقا
وقال مالك ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها : قالت . ورواه ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها البخاري ومسلم من حديث مالك .
وروى مسلم عن أبي كريب ، عن أبي أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : . ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط لا عبدا ولا امرأة ولا خادما ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه ، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل
[ ص: 459 ] وقال : حدثنا الإمام أحمد عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : . ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادما له قط ، ولا امرأة ، ولا ضرب بيده شيئا إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا خير بين أمرين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما ، حتى يكون إثما ، فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الإثم ، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله ، فيكون هو ينتقم لله عز وجل
وقال : ثنا أبو داود الطيالسي شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول : عائشة ، رضي الله عنها ، وسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : لم يكن فاحشا ولا متفحشا ، ولا سخابا في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح . أو قالت : يعفو ويغفر . شك سمعت أبو داود . ورواه الترمذي من حديث شعبة ، وقال : حسن صحيح .
وقال يعقوب بن سفيان : ثنا آدم قالا : ثنا وعاصم بن علي ، ابن أبي ذئب ، ثنا صالح مولى التوأمة قال : رضي الله عنه ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كان يقبل جميعا ويدبر جميعا ، بأبي وأمي لم يكن فاحشا ، ولا متفحشا ، ولا سخابا في الأسواق . زاد أبو هريرة آدم : ولم أر مثله قبله ، ولن أرى بعده . كان
[ ص: 460 ] وقال : ثنا البخاري عبدان عن أبي حمزة ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عبد الله بن عمرو قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ، وكان يقول : إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ورواه مسلم من حديث الأعمش به .
وقد روى من حديث البخاري فليح بن سليمان ، عن هلال بن علي ، عن عن عطاء بن يسار ، عبد الله بن عمر أنه قال : . وقد روي عن إن رسول الله صلى الله عليه وسلم موصوف في التوراة بما هو موصوف في القرآن : يا أيها النبي ، إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله . ويفتح بها أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا عبد الله بن سلام . وكعب الأحبار
وقال : ثنا البخاري مسدد ، ثنا يحيى ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن عبد الله بن أبي عتبة ، عن أبي سعيد قال : . أشد حياء من العذراء في خدرها حدثنا كان النبي صلى الله عليه وسلم ابن بشار ، ثنا يحيى وعبد الرحمن ، قالا : ثنا شعبة مثله ، ورواه وإذا [ ص: 461 ] كره شيئا عرف ذلك في وجهه . مسلم من حديث شعبة .
وقال : ثنا الإمام أحمد أبو عامر ، ثنا فليح ، عن هلال بن علي ، عن أنس بن مالك قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا لعانا ولا فاحشا ، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة : ما له تربت جبينه ؟ ورواه عن البخاري محمد بن سنان ، عن فليح .
وفي " الصحيحين " - واللفظ لمسلم - من حديث حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فزع أهلالمدينة ذات ليلة ، فانطلق ناس قبل الصوت ، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا وقد سبقهم إلى الصوت ، وهو على فرس لأبي طلحة عري ، في عنقه السيف ، وهو يقول لم تراعوا ، لم تراعوا قال : وجدناه بحرا أو : إنه لبحر قال : وكان فرسا يبطأ .
ثم قال مسلم : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عن وكيع ، شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال : كان فزع بالمدينة فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة يقال له : مندوب . فركبه فقال : ما رأينا من فزع ، وإن وجدناه لبحرا وقال علي رضي الله عنه : كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 462 ] وقال عن حارثة بن مضرب ، أبو إسحاق السبيعي ، عن علي بن أبي طالب قال : لما كان يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أشد الناس بأسا . رواه أحمد . وتقدم في غزوة هوازن والبيهقي ، وهذا في غاية ما يكون من أنه عليه الصلاة والسلام ، لما فر جمهور أصحابه يومئذ ثبت وهو راكب بغلته ، وهو ينوه باسمه الشريف يقول : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وهو مع ذلك يركضها إلى نحور الأعداء صلوات الله وسلامه عليه . الشجاعة العظيمة والتوكل التام ،
وفي " صحيح مسلم " من حديث إسماعيل بن علية ، عن عبد العزيز ، عن أنس قال : المدينة أخذ أبو طلحة بيدي ، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أنسا غلام كيس فليخدمك . قال : فخدمته في السفر والحضر ، والله ما قال لي لشيء صنعته : لم صنعت هذا هكذا ؟ ولا لشيء لم أصنعه : لم لم تصنع هذا هكذا ؟ لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وله من حديث سعيد بن أبي بردة ، أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين ، فما أعلمه قال لي قط : لم فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب علي شيئا قط . عن
[ ص: 463 ] وله من حديث عن عكرمة بن عمار ، إسحاق ، قال أنس : ، فأرسلني يوما لحاجة فقلت : والله لا أذهب . وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي . قال : فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا أنيس ، ذهبت حيث أمرتك ؟ فقلت : نعم ، أنا أذهب يا رسول الله . قال أنس : والله لقد خدمته تسع سنين ، ما علمته قال لشيء صنعته : لم صنعت كذا وكذا ؟ أو لشيء تركته : هلا فعلت كذا وكذا .
وقال : ثنا الإمام أحمد كثير بن هشام ، ثنا جعفر ، ثنا عمران القصير ، عن أنس بن مالك قال : خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته فلامني ، وإن لامني أحد من أهله إلا قال دعوه فلو قدر - أو قال : قضى - أن يكون كان ثم رواه أحمد ، عن علي بن ثابت ، عن جعفر هو ابن برقان ، عن عمران البصري ، وهو القصير ، عن أنس ، فذكره ، تفرد به . الإمام أحمد
وقال : ثنا الإمام أحمد عبد الصمد ، ثنا أبي ، ثنا أبو التياح ، ثنا أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير . قال : أحسبه قال فطيما . قال : فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال : [ ص: 464 ] أبا عمير ، ما فعل النغير ؟ قال : نغر كان يلعب به . قال فربما تحضر الصلاة وهو في بيتنا ، فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ، ثم ينضح ، ثم يقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونقوم خلفه يصلي بنا . قال : وكان بساطهم من جريد النخل . وقد رواه الجماعة إلا أبا داود ، من طرق ، عن أبي التياح يزيد بن حميد ، عن أنس بنحوه .
وثبت في " الصحيحين " من حديث الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس قال : ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس حين وكان أجود ما يكون في رمضان جبريل فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة يلقاه .
وقال : حدثنا الإمام أحمد أبو كامل ، ثنا حماد بن زيد ، ثنا سلم العلوي ، سمعت أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على رجل صفرة - أو قال : أثر صفرة - فكرهها . قال : فلما قام قال : لو أمرتم هذا أن يغسل عنه هذه الصفرة قال : وكان لا يكاد يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه . وقد رواه أبو داود ، في " الشمائل " ، والترمذي في " اليوم والليلة " من [ ص: 465 ] حديث والنسائي حماد بن زيد ، عن سلم بن قيس العلوي البصري . قال أبو داود : وليس من ولد علي بن أبي طالب ، وكان يبصر في النجوم ، وقد شهد عند عدي بن أرطاة على رؤية الهلال ، فلم يجز شهادته .
وقال أبو داود : ثنا ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عبد الحميد الحماني ، الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن رجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول . ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا .
وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يبلغني أحد عن أحد شيئا ؛ إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .
وقال مالك ، عن عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنس بن مالك قال : محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك . قال : فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ، ثم أمر [ ص: 466 ] له بعطاء يا . أخرجاه من حديث كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذا شديدا ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ، ثم قال : مالك .
وقال : ثنا الإمام أحمد أخبرني زيد بن الحباب ، محمد بن هلال القرشي ، عن أبيه ، أنه سمع يقول : أبا هريرة محمد . فقال : " لا ، وأستغفر الله " . فجذبه بحجزته فخدشه . قال : فهموا به . فقال : " دعوه " . قال : ثم أعطاه . قال : وكانت يمينه : " لا ، وأستغفر الله " . وقد روى أصل هذا الحديث كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فلما قام قمنا معه ، فجاء أعرابي فقال : أعطني يا أبو داود والنسائي من طرق ، عن وابن ماجه محمد بن هلال بن أبي هلال المدني مولى بني كعب ، عن أبيه ، عن بنحوه . أبي هريرة
وقال يعقوب بن سفيان : ثنا عن عبيد الله بن موسى ، شيبان ، عن الأعمش ، عن ثمامة بن عقبة عن قال : زيد بن أرقم الأنصار يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويأتمنه ، وأنه عقد له عقدا فألقاه في بئر ، فصرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاه ملكان يعودانه ، فأخبراه أن فلانا عقد له عقدا ، وهي في بئر بني فلان ، ولقد اصفر الماء من شدة عقده ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم فاستخرج [ ص: 467 ] العقد ، فوجد الماء قد اصفر ، فحل العقد ، ونام النبي صلى الله عليه وسلم ، فلقد رأيت الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما رأيته في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات . ورواه كان رجل من من طريق الطبراني عن علي بن المديني ، جرير عن الأعمش به ، وقال : فلم يعاتبه . قلت : والمشهور في الصحيح أن لبيد بن الأعصم اليهودي هو الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطة في جف طلعة ذكر تحت رعوفة بئر ذي أروان ، وأن الحال استمر نحوا من ستة أشهر حتى أنزل الله سورتي المعوذتين ، ويقال إن آياتهما إحدى عشرة آية ، وإن عقد ذلك الذي سحر فيه كان إحدى عشرة عقدة . وقد بسطنا ذلك في كتابنا " التفسير " بما فيه كفاية . والله أعلم .
وقال يعقوب بن سفيان : ثنا أبو نعيم ، ثنا عمران بن زيد أبو يحيى الملائي ، ثنا زيد العمي ، عن أنس بن مالك قال : . ورواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صافح أو صافحه الرجل لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده ، وإن استقبله بوجه لا يصرفه عنه حتى يكون الرجل ينصرف عنه ، ولم ير [ ص: 468 ] مقدما ركبتيه بين يدي جليس له الترمذي من حديث وابن ماجه ، عمران بن زيد التغلبي أبي يحيى الطويل الكوفي ، عن زيد بن الحواري العمي ، عن أنس به .
وقال أبو داود : ثنا أحمد بن منيع ، ثنا أبو قطن ، ثنا عن مبارك بن فضالة ، ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : . تفرد به ما رأيت رجلا قط التقم أذن النبي صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده رجل فترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده أبو داود .
وقال : حدثنا الإمام أحمد محمد بن جعفر وحجاج قالا : ثنا شعبة - قال ابن جعفر في حديثه : قال - سمعت علي بن زيد قال : قال أنس بن مالك المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت الوليدة من ولائد أهل . ورواه إن كانت ابن ماجه من حديث شعبة .
وقال : ثنا الإمام أحمد هشيم ، ثنا حميد ، عن أنس بن مالك قال : المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتنطلق به في حاجتها . [ ص: 469 ] وقد رواه إن كانت الأمة من أهل في كتاب الأدب من " صحيحه " معلقا ، فقال : وقال البخاري محمد بن عيسى - هو ابن الطباع - : ثنا هشيم . فذكره .
وقال : ثنا الطبراني أبو شعيب الحراني ، ثنا ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ، أيوب بن نهيك ، سمعت عطاء بن أبي رباح ، ابن عمر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتى صاحب بز ، فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم ، فخرج وهو عليه ، فإذا رجل من الأنصار فقال : كساك الله من ثياب الجنة . فنزع القميص فكساه إياه ثم رجع إلى صاحب الحانوت ، فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم ، وبقي معه درهمان فإذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال : " ما يبكيك ؟ " فقالت : يا رسول الله ، دفع إلي أهلي درهمين أشتري بهما دقيقا فهلكا . فدفع إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدرهمين الباقيين ، ثم انقلبت وهي تبكي ، فدعاها فقال " ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين ؟ " فقالت : أخاف أن يضربوني . فمشى معها إلى أهلها ، فسلم ، فعرفوا صوته ، ثم عاد فسلم ، ثم عاد فسلم ، ثم عاد فثلث فردوا ، فقال : " أسمعتم أول السلام ؟ " قالوا : نعم ، ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام ، فما أشخصك بأبينا وأمنا ؟ فقال : " أشفقت هذه الجارية أن تضربوها " . فقال صاحبها : فهي حرة لوجه الله ؛ لممشاك معها . فبشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير والجنة ، ثم قال : " لقد بارك الله في العشرة ؛ كسا الله نبيه قميصا ، ورجلا من يا رسول الله اكسني قميصا ، الأنصار قميصا ، [ ص: 470 ] وأعتق الله منها رقبة ، وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته " هكذا رواه سمعت وفي إسناده الطبراني ، أيوب بن نهيك الحلبي ، وقد ضعفه أبو حاتم ، وقال أبو زرعة منكر الحديث . وقال الأزدي : متروك .
وقال : ثنا الإمام أحمد عفان ، ثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت : يا رسول الله ، إن لي حاجة . فقال : " يا أم فلان انظري أي الطرق شئت ؟ " فقام معها يناجيها حتى قضت حاجتها وهكذا رواه مسلم من حديث حماد بن سلمة
وثبت في " الصحيحين " من حديث الأعمش ، عن أبي حازم ، عن قال : أبي هريرة . وقال ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه الثوري ، عن الأسود بن قيس ، عن نبيح العنزي ، عن جابر قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فذبحنا له شاة فقال : كأنهم علموا أنا نحب اللحم وذكر الحديث .
وقال محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن عن أبيه قال : يوسف بن عبد الله بن سلام ، . وهكذا رواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس [ ص: 471 ] يتحدث ، كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء أبو داود في كتاب الأدب من " سننه " من حديث محمد بن إسحاق به .
وقال أبو داود : حدثنا سلمة بن شبيب ، ثنا عبد الله بن إبراهيم ، ثنا إسحاق بن محمد الأنصاري ، عن ربيح بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جده أبي سعيد الخدري ، . ورواه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس احتبى بيده البزار في " مسنده " ، ولفظه : كان إذا جلس نصب ركبتيه واحتبى بيديه .
ثم قال أبو داود : ثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل قالا : ثنا عبد الله بن حسان العنبري ، حدثتني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة - قال موسى : ابنة حرملة . وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة ، وكانت جدة أبيهما - أنها أخبرتهما . ورواه أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو قاعد القرفصاء . قالت : فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق الترمذي في " الشمائل " ، وفي " الجامع " ، عن عبد بن حميد ، عن عن عفان بن مسلم ، عبد الله بن حسان به . وهو قطعة من حديث طويل قد ساقه بتمامه في " معجمه الكبير " . الطبراني
[ ص: 472 ] وقال : ثنا البخاري الحسن بن الصباح البزار ، ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه
قال : وقال البخاري الليث : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني عروة بن الزبير ، عن عائشة أنها قالت : . وقد رواه ألا أعجبك أبو فلان ، جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك ، وكنت أسبح ، فقام قبل أن أقضي سبحتي ، ولو أدركته لرددت عليه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم أحمد عن علي بن إسحاق ، ومسلم عن حرملة ، وأبو داود عن سليمان بن داود ، كلهم عن ابن وهب ، عن به ، وفي روايتهم : ألا أعجبك من يونس بن يزيد . فذكر نحوه . أبي هريرة
وقال : حدثنا الإمام أحمد عن وكيع ، سفيان ، عن أسامة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : . وقد رواه كان كلام النبي صلى الله عليه وسلم فصلا يفهمه كل أحد [ ص: 473 ] لم يكن يسرده سردا أبو داود ، عن ابن أبي شيبة ، عن . وكيع
وقال أبو يعلى : ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، ثنا عبد الله بن مسعر ، حدثني شيخ أنه سمع - أو جابر بن عبد الله ابن عمر - يقول : وسلم ترتيل أو ترسيل كلام النبي صلى الله عليه . كان في
وقال : حدثنا الإمام أحمد عبد الصمد ، حدثنا عبد الله بن المثنى ، عن ثمامة ، عن أنس ورواه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة رددها ثلاثا ، وإذا أتى قوما فسلم عليهم سلم ثلاثا . من حديث البخاري عبد الصمد .
وقال أحمد : ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، ثنا عبد الله بن المثنى ، سمعت ثمامة بن أنس يذكر أنسا كان إذا تكلم تكلم ثلاثا ، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان وكان يستأذن ثلاثا إذا تكلم تكلم ثلاثا ، . أن
وجاء في الحديث الذي رواه الترمذي ، عن محمد بن يحيى ، حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة ، عن عبد الله بن المثنى ، عن ثمامة ، عن أنس ، ثم قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعيد الكلمة ثلاثا ؛ لتعقل عنه . الترمذي : حسن [ ص: 474 ] صحيح غريب .
وفي " الصحيح " أنه قال : أوتيت جوامع الكلم واختصرت لي الحكم اختصارا .
قال : حدثنا الإمام أحمد حجاج ، حدثنا ليث ، حدثني عن عقيل بن خالد ، ابن شهاب ، عن أن سعيد بن المسيب ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبا هريرة بعثت بجوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي وهكذا رواه من حديث البخاري الليث .
وقال أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى ، ثنا ابن لهيعة ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة نصرت بالرعب ، وأوتيت جوامع الكلام ، وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي . تفرد به أحمد من هذا الوجه .
وقال أحمد : حدثنا يزيد ، ثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة نصرت بالرعب ، وأوتيت جوامع الكلم ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض [ ص: 475 ] فتلت في يدي . تفرد به أحمد من هذا الوجه ، وهو على شرط مسلم .
وثبت في " الصحيحين " من حديث ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، حدثني أبو النضر ، عن سليمان بن يسار ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته ، إنما كان يتبسم .
وقال الترمذي : ثنا قتيبة : ، ثنا ابن لهيعة ، عن عبيد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال : . ثم رواه من حديث ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال : ما كان إلا تبسما . ثم قال : صحيح . ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال مسلم : ثنا يحيى بن يحيى ، ثنا أبو خيثمة ، عن قلت سماك بن حرب ، : لجابر بن سمرة . أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، كثيرا ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قام ، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال : ثنا أبو داود الطيالسي شريك عن وقيس بن سعد ، سماك بن [ ص: 476 ] حرب قال : قلت : لجابر بن سمرة . أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، كان كثير الصمت ، قليل الضحك ، فكان أصحابه ربما يتناشدون الشعر عنده ، وربما قالوا الشيء من أمورهم فيضحكون ، وربما تبسم
وقال الحافظ : أنا أبو بكر البيهقي أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، محمد بن إسحاق ، أنا ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، الليث بن سعد ، عن الوليد بن أبي الوليد ، أن سليمان بن خارجة أخبره يعني خارجة بن زيد ، ابن ثابت ، أن نفرا دخلوا على أبيه ، فقالوا : حدثنا عن بعض أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : كنت جاره فكان إذا نزل الوحي بعث إلي فآتيه فأكتب الوحي ، وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا ، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا ، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا ، فكل هذا نحدثكم عنه . ورواه عن الترمذي في " الشمائل " عن عباس الدوري ، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ به نحوه .