فصل
ولما إبرنس الكرك - لعنه الله - عن إيصال الأذى للمسلمين في البر ، عمل مراكب في عجز بحر القلزم ; ليقطعوا الطريق على التجار والحجاج ، فوصلت أذيتهم إلى عيذاب ، وخاف أهل المدينة النبوية من شرهم ، فأمر العادل أبو بكر - نائب مصر الأمير حسام الدين - لؤلؤا صاحب الأسطول أن يعمل مراكبه في بحر القلزم لمحاربة أصحاب إبرنس ، ففعل ذلك فظفروا بهم في كل موطن ، فقتلوا منهم وحرقوا وغرقوا وسبوا وقهروا وأسروا في مواطن كثيرة ، ومواقف هائلة كبيرة ، وأمن البر والبحر بإذن الله الذي بيده النفع والضر ، وأرسل السلطان إلى أخيه يشكر من مساعيه ، وأرسل إلى ديوان الخلافة يعرفهم بما أنعم الله عليه من الفتوحات برا وبحرا ، وبما هو متقلب فيه من أنعم الله وإحسانه سرا وجهرا ، والحمد لله رب العالمين .