وفيها توفي :
الشيخ أبو علي بن أبي هريرة
واسمه الحسن بن الحسين ، أحد مشايخ الشافعية ، وله اختيارات كثيرة غريبة ، وقد ترجمناه في " الطبقات " بما فيه كفاية ، ولله الحمد .
الحسين بن علي بن محمد بن يحيى ، أبو أحمد النيسابوري ، المعروف بحسينك
كانت تربيته عند وتلميذا له ، وكان يقدمه على أولاده ، ويقرأ له ما لا يقرأه لغيره ، وإذا تخلف ابن خزيمة عن مجالس السلطان بعث ابن خزيمة حسينك مكانه . ولما توفي كان عمر ابن خزيمة حسينك ثلاثا وعشرين سنة ، ثم عمر بعده دهرا طويلا ، وكان من أكثر الناس عبادة وقراءة ، لا يترك قيام الليل في حضر ولا سفر ، ولا صيف ولا شتاء ، كثير الصدقات والبر والصلات ، وكان يحكي وضوء وصلاته ، ولم ير في الأغنياء أحسن صلاة منه ، رحمه الله وأكرم مثواه ، وصلى عليه الحافظ ابن خزيمة . أبو أحمد النيسابوري
[ ص: 424 ] الداركي أبو القاسم الداركي : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد ، أبو القاسم
أحد أئمة الشافعية في زمانه ، نزل نيسابور ثم سكن بغداد إلى أن مات بها ، قال الشيخ : ما رأيت أفقه منه ، وحكى أبو حامد الإسفراييني الخطيب عنه أنه كان يسأل عن الفتوى ، فيجيب بعد تفكر طويل ، فربما كانت فتواه مخالفة لمذهب الشافعي ، فيقال له في ذلك ، فيقول : ويلكم ! روى فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، فالأخذ به أولى من القول بمذهب وأبي حنيفة الشافعي ، ومخالفتهما أسهل من مخالفة الحديث . وأبي حنيفة
وقال القاضي ابن خلكان : وله في المذهب وجوه جيدة دالة على متانة علمه ، وكان يتهم بالاعتزال ، وكان قد أخذ الفقه عن الشيخ ، والحديث عن جده لأمه أبي إسحاق المروزي ، وهو أحد مشايخ الحسن بن محمد الداركي أبي حامد الإسفراييني وأخذ عنه عامة شيوخ بغداد وغيرهم من أهل الآفاق ، وكانت وفاته في شوال - وقيل : في ذي القعدة - من هذه السنة ، وقد نيف على السبعين ، رحمه الله تعالى .
محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه ، أبو سهل النيسابوري ويعرف بالحسنوي ، كان فقيها شافعيا أديبا محدثا ، مشتغلا بنفسه عما لا يعنيه ، رحمه الله تعالى .
[ ص: 425 ] ، أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح
الفقيه المالكي سمع من ابن أبي عروبة والباغندي وغيرهم ، وعنه وأبي بكر بن أبي داود البرقاني ، وله تصانيف في شرح مذهب مالك ، وانتهت إليه رياسة مذهب مالك ، وعرض عليه القضاء فأباه ، وأشار ، فلم يقبل الآخر أيضا ، وكانت وفاته في شوال منها عن ست وثمانين سنة ، رحمه الله تعالى . بأبي بكر الرازي الحنفي