[ ص: 443 ] فصل ( ما ورد في قطع شجر السدر وسبه )
قال أبو داود : في الأدب في ( باب قطع السدر ) ثنا أنبأنا نصر بن علي عن أبو أسامة عن ابن جريج عثمان بن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن حبشي رضي الله عنه قال : قال رسول الله . { } ثنا من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار . مخلد بن خالد قالا : أنبأنا وسلمة يعني ابن شبيب أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عثمان بن أبي سليمان عن رجل من ثقيف عن يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . عروة بن الزبير
ثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة وحميد بن مسعدة ، قالا : ثنا قال : سألت حسان بن إبراهيم عن قطع السدر وهو مستند إلى قصر هشام بن عروة عروة فقال : أترى هذه الأبواب المصاريع إنما هي من سدر عروة يقطعه من أرضه وقال : لا بأس به وزاد فقال هي يا عراقي جئتني ببدعة قال : قلت إنما البدعة من قبلكم سمعت من يقول أحمد بمكة { } ثم ساق معناه . انتهى ما ذكره : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع السدر أبو داود ، والحديث الأول إسناده جيد .
ورواه من حديث النسائي وجعل بعضهم الثاني علة للأول ، ولعل ابن جريج أبا داود أراد هذا
. وقد قال الإمام أحمد وغيرهما لا يصح فيه حديث وقد ذكر الأصحاب رحمهم الله أو من ذكر منهم في الفضائل والآداب دون هذا . والعقيلي
وقال في النهاية : قيل : أراد سدر مكة وقيل : المدينة ليكون أنسا وظلا للمهاجرين إليها ، وقيل : أراد السدر في الفلاة يستظل به أبناء السبيل والحران أو في ملك إنسان قال : ومع هذا فالخبر مضطرب الرواية ، فإن أكثر ما يروى عن وكان هو يقطعه قال : وأهل العلم مجمعون على إباحة [ ص: 444 ] قطعه وفي هذا الإجماع مع ذكره القول الثالث نظر إلا أن يكون أراد بالإجماع لا يحرم ، وأراد صاحب القول الكراهة ، وقوله : أكثر ما يروى عن عروة بن الزبير عروة متوجه ، والله أعلم .
وقد قال إسحاق بن إبراهيم في الأدب من مسائله سألته يعني عن السدرة تكون في الدار فتؤذي أتقطع قال : لا تقطع من أصلها ولا بأس أن تقطع شاخاتها فيحتمل أن يقال : هذا النص يدل على كراهة القطع ، وتضعيفه للحديث يدل على إباحته فيكون عنه روايتان ، ويحتمل أن يقال : هذا يدل على الكراهة ، والخبر الضعيف يحتج به الإمام أحمد وغيره في مثل هذا وقد يقال : إذا ضعف أحمد الخبر فينبغي أن يخرج العمل به في مثل هذا على ما سبق في آداب القراءة والدعاء ، والله أعلم . أحمد
وذكر في مقبول المنقول في أول كتاب اللواحق أن أبا داود سئل عن معنى هذا الحديث فقال : هذا الحديث مختصر يعني { } . من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار