من أبيح له أخذ شيء قال ابن حمدان من زكاة وصدقة تطوع وكفارة ونذر ونحو ذلك فله طلبه وعنه يحرم الطلب دون الأخذ على من له غداء أو عشاء نقلها الأثرم وابن منصور ، وعنه بلى على من له غداء أو عشاء ، نقله عنه صالح وجعفر ، وعنه يحرم الطلب على من له خمسون درهما وإن جاز له الأخذ نقله مهنا ، وعنه تحرم المسألة على من له أخذ الصدقة مطلقا والله أعلم ، وفي ذم السؤال والنهي عنه وأن المسألة تجيء في وجهه يوم القيامة خدوش وأنه يستكثر من جمر جهنم ونحو ذلك أخبار كثيرة مشهورة .
وقال مؤنس :
إن الوقوف على الأبواب حرمان والعجز أن يرجو الإنسان إنسان متى تؤمل مخلوقا وتقصده
إن كان عندك بالرحمن إيمان ثق بالذي هو يعطي ذا ويمنع ذا
في كل يوم له في خلقه شان
من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب
قال آخر :
ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى وإلى الذي يهب الرغائب فارغب
لا تحسبن الموت موت البلى فإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا أشد من ذاك لذل السؤال
ادفع بصبرك حادث الأيام وترج لطف الواحد العلام
لا تيأسن وإن تضايق كربها ورماك ريب صروفها بسهام
فله تعالى بين ذلك فرجة تخفى على الأبصار والأفهام
كم من نجا من بين أطراف القنا وفريسة سلمت من الضرغام
وقال : محمود الوراق
وإذا لم يكن من الذل بد فالق بالذل إن لقيت الكبارا
ليس إجلالك الكبير بذل إنما الذل أن تجل الصغارا
بخلت وليس البخل مني سجية ولكن رأيت الفقر شر سبيل
لموت الفتى خير من البخل للفتى وللبخل خير من سؤال بخيل
ويروى لأبي محجن الثقفي :
عسى فرج يأتي من الله إنه له كل يوم في خليقته أمر
عسى ما ترى أن لا يدوم وأن ترى له فرجا مما ألح به الدهر
إذا اشتد عسر فارج يسرا فإنه قضى الله إن العسر يتبعه اليسر
لعمرك ما كل التعطل ضائر ولا كل شغل فيه للمرء منفعه
إذا كانت الأرزاق في القرب والنوى عليك سواء فاغتنم لذة الدعه [ ص: 282 ]
وإن ضقت يوما يفرج الله ما ترى ألا رب ضيق في عواقبه سعه
وقال آخر :
اصبر على الدهر إن أصبحت منغمسا بالضيق في لجج تهوي إلى لجج
فما تجرع كأس الصبر معتصم بالله إلا آتاه الله بالفرج
هون عليك فكل الأمر منقطع وخل عنك عنان الهم يندفع
فكل هم له من بعده فرج وكل أمر إذا ما ضاق يتسع
إن البلاء وإن طال الزمان به فالموت يقطعه أو سوف ينقطع
أرى الموت لمن أمسى على الذل له أصلح
ألا أيها المرء الذي الهم به برح
إذا ضاق بك الصدر تفكر في ألم نشرح