[ ص: 102 ] فصل حكم . اجتماع الناس للذكر والدعاء ورفع الصوت به ومتى يكون بدعة
قال : مهنا : سألت عن الرجل يجلس إلى القوم فيدعو هذا ويدعو هذا ، ويقولون له : ادع أنت . فقال : لا أدري ما هذا وقال أبا عبد الله ابن منصور : يكره أن يجتمع القوم يدعون ويرفعون أيديهم ؟ فقال : ما أكرهه للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد إلا أن يكثروا . لأبي عبد الله
قال ابن منصور : قال كما قال وإنما معنى إلا أن يكثروا إلا أن يتخذوها عادة حتى يكثروا . إسحاق بن راهويه
وقال أبو العباس الفضل بن مهران سألت يحيى بن معين قلت : إن عندنا قوما يجتمعون فيدعون ويقرءون القرآن ويذكرون الله تعالى فما ترى فيهم قال : فأما وأحمد بن حنبل فقال : يقرأ في المصحف ويدعو بعد صلاة ويذكر الله في نفسه . قلت : فأخ لي يفعل هذا قال : انهه قلت : لا يقبل قال : عظه قلت : لا يقبل ، أهجره ؟ قال : نعم . ثم أتيت يحيى بن معين حكيت له نحو هذا الكلام فقال لي أحمد أيضا : يقرأ في المصحف ويذكر الله تعالى في نفسه . أحمد
ويطلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : فأنهاه ؟ قال : نعم قلت : فإن لم يقبل قال : بلى إن شاء الله تعالى فإن هذا محدث ، الاجتماع والذي تصف قلت : فإن لم يفعل أهجره ؟ فتبسم وسكت .
وعن أن معمر كان حسن الصوت بالقرآن [ ص: 103 ] قال : فخرج يوما وقرأ وجهر بصوته ، فاجتمع الناس له فقال له عمر بن عبد العزيز فتنت الناس قال : فدخل . وسأله سعيد بن المسيب : المروذي عن القوم يجتمعون فيقرأ قارئ ويدعون حتى يصبحوا ؟ قال : أرجو أن لا يكون به بأس .
وقال المروذي قال لي كنت أصلي فرأيت إلى جنبي رجلا عليه كساء ، ومعه نفسان يدعوان فدنوت فدعوت معهم ، فلما قمت رأيت جماعة يدعون فأردت أن أعدل إليهم ولولا مخافة الشهرة لقعدت معهم . أبو عبد الله :
وروى عنه أنه قال : وأي شيء أحسن من أن يجتمع الناس فيصلوا ويذكروا ما أنعم الله عليهم كما قالت الخلال الأنصار ، وقال في رواية عبد الله ثنا ثنا إسماعيل أيوب عن قال : نبئت أن محمد بن سيرين الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قالوا : لو نظرنا يوما فاجتمعنا فيه ، فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا ، وذكر الحديث وفيه أنهم اجتمعوا يوم الجمعة في بيت وذبحت لهم شاة وكفتهم . أسعد بن زرارة
قال الشيخ تقي الدين : فقيد الاجتماع على الدعاء إذا لم يتخذ عادة ، وعن أحمد أنه لما اتخذ أصحابه مكانا يجتمعون فيه للذكر ، فخرج إليهم فقال : يا قوم لأنتم أهدى من أصحاب محمد أو لأنتم على شعبة ضلالة . ابن مسعود
ومذهب والجمهور أنه يستحب الاجتماع لتلاوة القرآن للخبر المشهور وقال الشافعي يكره وتأوله بعض أصحابه وكان مالك : إذا قرئ عليه القرآن يسقط إلى الأرض حتى يكاد يذهب عقله ، وكان يحيى بن سعيد القطان يبكي وينكر سقوط عبد الرحمن بن مهدي قال يحيى ، قال يحيى في رواية أحمد المروذي : لو قدر أن يدفع هذا أحد لدفعه ويأتي في آداب القراءة قبل فصول الطلب وقال يحيى ، عبد الله : ما رأيت أبي يبكي قط إلا في حديث توبة كعب .