قال الشيخ تقي الدين رضي الله عنه في المسائل الورعية أن النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء في بعض الأحاديث أن ذلك كراهة أن تقبض روحه وهو نائم فلا تشهد الملائكة جنازته فإن في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { أمر الجنب بالوضوء عند النوم } وهذا مناسب لنهيه عن اللبث في المسجد فإن المساجد بيوت الملائكة كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل الثوم والبصل عن دخول المسجد وقد قال { لا تدخل الملائكة بيتا فيه جنب آدم } فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الجنب بالوضوء وعند النوم دل ذلك على أن الوضوء يرفع الجنابة الغليظة يبقى مرتبة بين المحدث وبين الجنب لم يرخص فيما ترخص فيه للمحدث من القراءة ولم يمنع مما يمنع منه الجنب من اللبث في المسجد فإنه إذا كان وضوء عند النوم يقتضي شهود الملائكة دل على أن الملائكة تدخل على المكان الذي هو فيه إذا توضأ قال وإذا كان الجنب يتوضأ عند النوم فتشهد الملائكة جنازته ، حينئذ علم أن النوم لا يبطل الطهارة الحاصلة بذلك وهو تخفيف الجنابة وحينئذ فيجوز أن ينام في المسجد حيث ينام [ ص: 156 ] غيره وإن كان النوم الكثير ينقض الوضوء فذلك الوضوء هو الذي يرفع الحدث الأصغر ، إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو هو ليخفف الجنابة وإلا فهذا الوضوء لا يبيح له ما يمنعه الحدث الأصغر من الصلاة ، والطواف ومس المصحف . انتهى كلامه . ووضوء الجنب