[ ص: 17 ] فصل ( في ) . خواص الجبن
عن قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في ابن عمر تبوك { } رواه فدعا بسكين فسمى وقطع . وأكل الصحابة رضي الله عنهم الجبن قال الأطباء : الجبن الرطب بارد رطب في الثالثة مسمن ملين تليينا معتدلا وهو غليظ يزيد في اللحم مولد للحصى والسدد ويصلحه الجوز والزيت أو العسل قال بعضهم جيد للمعدة ، والحريف منه وهو العتيق حار يابس في الثالثة ملهب معطش رديء الغذاء وفيه جلاء ويقوي فم المعدة إذا تلقم به بعد الطعام وهو يولد الحصى في الكلى والمثانة ويولد خلطا مراريا ، ويهزل ، رديء للمعدة عسر الهضم وخلطه للمطلقات أردأ بسبب تنفيذها له إلى المعدة وسيفه يصلحه لاجتناب النار من أجزائه ويمسك الطبع . داود
وأما الزبد فأجوده الطري من لبن الضأن حار رطب في الأولى ورطوبته أكثر منضج محلل إذا طلي به البدن سمنه وغذاه ، وينفع جراحات العصب والأورام ، ويملأ القروح وينقيها ويسهل نبات الأسنان إذا طلي به ، وينفع من السعال اليابس والبارد مع السكر واللوز ولذات الجنب والرئة ويسهل النفث ، وينفع نفث الدم وقذف المدة إذا أخذت منه أوقية ونصف بعسل ، ويحتقن به للأورام الصلبة ويقاوم السموم ، وينفع نهشة الأفعى طلاء ويرخي المعدة ، وتصلحه الأشياء القابضة ، ويذهب القوابي والخشونة التي في البدن ويلين الطبيعة ويسقط شهوة الطعام وهو وخم أي : وبيء يطفوا في فم المعدة ويذهب بوخامته الحلو كالعسل والتمر .
ولهذا روى أبو داود بالإسناد الجيد عن ابني وابن ماجه بشر وهما عبد الله رضي الله عنهما قالا : { وعطية } فقد سبق فيه الحديث في فضل الصحة أن سمن البقر دواء . [ ص: 18 ] دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا إليه زبدا وتمرا وكان يحب الزبد والتمر ، وكذا السمن
وفي كتاب عن ابن السني رضي الله عنه قال : لا يستشفى الناس بشيء أفضل من السمن قال الأطباء : السمن يفعل أفعال الزبد وهو أقوى في الإنضاج والإرخاء والتليين وكلما عتق كان أحر وأقوى جلاء ، حار رطب في الأولى أكثر حرارة من الزبد محلل منضج يفعل في الأبدان الناعمة دون الصلبة وينضج البثور والأورام ويلين الصدر وينضج الفضول فيه خصوصا مع السكر واللوز وهو ترياق السموم المشروبة وقال بعضهم : سمن البقر والمعز إذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب والله أعلم . علي بن أبي طالب