[ ص: 249 ] فصل ( في ) . أخبار العابدات والعابدين والزهاد
قال الحسن بن الليث الرازي قيل يجيئك لأحمد بشر يعنون قال لا ، تعنون الشيخ نحن أحق أن نذهب إليه قيل له نجيء بك قال لا أكره أن يجيء إلي أو أذهب إليه فيتصنع لي وأتصنع له فنهلك . ابن الحارث
وقال المروذي سمعت أبا عبد الله وذكر بشر بن الحارث فقال لقد كان فيه أنس ، وقال ما كلمته قط نقلته من الورع .
وقد قال في مناقب البيهقي أنبأنا الإمام أحمد أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن أبي درام الحافظ بالكوفة حدثني أبو محمد المقري البغدادي ثنا جعفر بن محمد صاحب بشر قال : اعتل بشر بن الحارث فعادته من آمنة الرملية الرملة فإنها لعنده إذ دخل يعوده فقال من هذه ؟ فقال : هذه أحمد بن حنبل بلغها علتي فجاءت من آمنة الرملية الرملة تعودني ، فقال : فسلها تدعو لنا .
فقالت : اللهم إن بشر بن الحارث يستجيرانك من النار فأجرهما قال وأحمد بن حنبل : فانصرفت فلما كان في الليل طرحت إلي رقعة فيها مكتوب : باسم الله الرحمن الرحيم ، قد فعلنا ولدينا مزيد . أحمد
وقال المروذي قال أبو عبد الله : جاءتني امرأة من هؤلاء المتعبدات فأخبرتني عن امرأة أخرى أنها عمدت إلى بيتها ففوتته على نفسها واقتصرت على قرصين وتركت الدنيا وهي تسألك أن تدعو لها قال : فقلت لها قولي لصاحبة القرصين تدعو لي .
وقال المروذي : سمعت أبا عبد الله يقول : ما أعدل بفضل الفقر شيئا أتدري إذا سألك أهلك حاجة لا تقدر عليها أي شيء لك من الأجر ؟ ما قل من الدنيا كان أقل للحساب .
وقال المروذي سمعت يقول إن لكل شيء كرما وكرم القلب الرضا عن الله تعالى ، سمعت أحمد أبا عبد الله يقول لشجاع بن مخلد يا أبا الفضل إنما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس ، وإنها أيام قلائل . [ ص: 250 ]
وقال أيضا عن ما أعدل بالصبر على الفقر شيئا ، كم بين من يعطى من الدنيا ليفتتن إلى آخر تزوى عنه قال : وذكرت أحمد لأبي عبد الله عن بعض المفتين شيئا في الورع فشدد على السائل وهو عبد الوهاب فقال أبو عبد الله ليس ينبغي للرجل أن يحمل الناس على ما يفعل أو كلاما ذا معناه إذا كان يفتي وقال سمعت أبا عبد الله وذكر قوما من المترفين فقال الدنو منهم فتنة والجلوس معهم فتنة .
وروى الترمذي وقال غريب عن قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { عائشة } إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد راكب ، وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلفي ثوبا حتى ترقعيه
وعن مكحول قال قلت للحسن إني أريد الخروج إلى مكة قال : إياك أن تصحب رجلا يكرم عليك فيفسد الذي بينه وبينك .
وقال إنما قوي أحمد بشر لأنه كان وحده ولم يكن له عيال ، ليس من كان معيلا كمن كان وحده لو كان إلي ما باليت ما أكلت .
وقال أيضا لو ترك الناس التزويج من كان يدفع العدو ؟ لبكاء الصبي بين يدي أبيه متسخطا يطلب منه خبزا أفضل من كذا وكذا يراه الله بين أن يلحق المتعبد الأعزب وقال في الفنون حديث مسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إذا طلب إلى ذي العيلة عيلته شهوة فأين يلحقه القائم الصائم } .
وذكر أبو عبد الله من المحدثين وغيره تمتعوا من الدنيا : إني لأعجب من هؤلاء المحدثين حرصهم على الدنيا قال علي بن المديني المروذي وذكرت رجلا من المحدثين فقال أنا أشرت به أن يكتب عنه وإنما أنكرت عليه حبه الدنيا . وقد سبق معنى هذا في فصول العلم وأن العالم ليس كغيره لأنه يقتدى به .
قال المروذي وسمعت أبا عبد الله يقول : قد تفكرت في هذه الآية { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا [ ص: 251 ] لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } . ثم قال تفكرت في وفيهم وأشار نحو العسكر وقال : { ورزق ربك خير وأبقى } قال رزق يوم بيوم خير قال ولا يهتم لرزق غد وقال أبو داود كانت مجالسة مجالسة الآخرة لا يذكر شيئا من أمر الدنيا وما رأيته ذكر الدنيا قط وقال أحمد بن حنبل لرجل لو صححت ما خفت أحدا وسبق بنحو أربعة كراريس في فضائله . أحمد