وقد قال أبو داود باب فيمن حدثنا يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها ثنا أحمد بن يونس زهير حدثنا عن عمارة بن غزية يحيى بن راشد قال جلسنا رضي الله عنهما فخرج إلينا فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { لعبد الله بن عمر } . حدثنا [ ص: 30 ] من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز وجل فقد حاد الله . ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال علي بن الحسين بن إبراهيم حدثنا عمرو بن يونس ثنا إبراهيم ثنا عاصم بن محمد بن زيد العمري حدثني المثنى بن يزيد عن عن مطر الوراق عن نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال { ابن عمر } انتهى كلامه . فالترجمة توافق ما سبق من كلام ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله عز وجل والخبر قد رواه القاضي في المسند ولم يصرح بخلافه أحمد
فهل يكون مذهبا له ؟ فيه خلاف بين الأصحاب والظاهر أنه لا يخالفه .
والخبر إنما يدل لما سبق في كلام كما تراه والإسناد الأول صحيح والثاني إنما فيه ابن عقيل المثنى بن يزيد تفرد عنه المذكور فيكون مجهولا في اصطلاح المحدثين لكن يقال عاصم بن محمد كبير من رجال الصحيحين فالظاهر أنه لا يروي عمن يروي عن آبائه شيئا إلا أن يعرف حاله مع أنه متابع للإسناد الأول فهذه حجة في المسألة والله أعلم . وردغة الخبال بفتح الراء والغين المعجمة وسكون الدال المهملة وفتح الخاء والباء الموحدة : صديد أهل النار اللهم أجرنا والمسلمين منها . : عاصم
أما ما رواه أبو داود من حديث { أبي هريرة } فهو من رواية ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه عمرو ابن أبي نعمة قال : مجهول يترك ووثقه الدارقطني وقال بعضهم : لا يصح خبره وأما إن تعلق الإخبار بالمستقبل فإن علقه بمشيئة الله فواضح كما سبق وإلا فالحكم على التفصيل السابق فلا يخبر عن شيء سيوجد أو لا إلا باعتقاد جازم أو ظن راجح ثم إن طابق فقد اجتمع الإخبار الجائز والصدق ، وإن لم يطابق لغير مانع شرعي فكذب محرم وإلا فكذب لا إثم فيه ، وإن لم يستند الإخبار إليه ما لم يجز ، ثم إن طابق فصدق ، وإن لم يطابق لغير مانع شرعي فكذب محرم وإلا فكذب لا إثم فيه . ابن حبان