وقطع جماعة منهم بأنه الذي لا تجب إجابته ، وحكاه في المغني عن الأصحاب ، وقال : إنه لا يأمن اختلاط طعامهم بالحرام والنجاسة فعلى مقتضى هذا التعليل لا تجب إجابة مسلم في ما له شبهة ولا سيما إذا كثرت ، ولا من لا يتحرز من النجاسة ، ويلابسها كثيرا ، وقد سئل عن الرجل يدعى إلى الختان أو العرس وعنده المخنثون ، فيدعوه بعد ذلك بيوم أو ساعة وليس عنده أولئك ؟ فقال : أرجو أن لا يأثم إن لم يجب ، وإن أجاب فأرجو أن لا يكون آثما . أحمد
وقال في المغني بعد ذكره لهذا النص : فأسقط الوجوب لإسقاط الداعي حرمة نفسه باتخاذ المنكر ولم يمنع من الإجابة لكون المجيب لا يرى منكرا ولا يسمعه وقال أيضا : إنما تجب الإجابة إذا كان المكتسب طيبا ولم ير منكرا ، وهذا يؤيد ما تقدم من مقتضى كلامه في المغني وقال في المغني بعد ذكره لهذا النص : فعلى هذا لا تجب أحمد ; لأن اتخاذه منكر والأكل منه منكر ، فهو أولى بالامتناع ، وإن حضر لم يأكل . إجابة من طعامه من مكتسب خبيث
وقال صالح لأبيه : ما تقول في رجل شرب الخمر يدعوني إلى غذائه وعشائه أجيبه ، وأجالسه قال : تأمره وتنهاه فإن كان كسبه كسبا طيبا وعصى الله في بعض أمره يدعو لا يجاب .
وقال المروذي : قيل لأبي عبد الله وأنا شاهد : الرجل يكون في القرية أو الرستاق وسئل عن الشيء من العلم [ ص: 297 ] فأهدي له الثمار وربما استعان بقوم يعملون في أرضه فقال : إن كان يكافئ وإلا فلا يقبل .
وقال إسحاق بن إبراهيم : سئل أبو عبد الله عن الرجل يهدى إليه الشيء أفترى أن يقبل ؟ فقال : قد { } ، أرى له إن هو قبل أن يثيب . كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب
وذكر إسحاق في الأدب من مسائله أن إنسانا أهدى لأبي عبد الله مرة شيئا ما يساوي ثلاثة دراهم قال : فأعطاني دينارا . فقال : اذهب فاشتر بعشرة دراهم سكرا وبتسعة دراهم تمرا برنيا واذهب به إليه ، ففعلت ، فقال اذهب به إليه بالليل . وغيره كلام كثير في قبول الهدية وقد ذكرته وبعض الأخبار فيه في موضع آخر . ولأحمد
وقال قال ابن عبد البر رضي الله عنه : نعم الشيء الهدية أمام الحاجة . علي بن أبي طالب
وعن عن النبي صلى الله عليه وسلم نعم العون الهدية على طلب الحاجة وقال أم سلمة وهو وإن كان كذابا متروكا فإنه إخباري علامة فقال : يقال : ما ارتضي الغضبان ، ولا استعطف السلطان ، ولا سلت السخائم ، ولا دفعت المغارم ، ولا توقي المحذور ، ولا استميل المهجور ، بمثل الهدية والبر وقال الهيثم بن عدي وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ابن عبد البر : } قال الشاعر : تجاوزوا وتزاوروا وتهادوا ، فإن الهدية تثبت المودة وتسل السخيمة
هدايا الناس بعضهم لبعض تولد في قلوبهم الوصالا وتزرع في الضمير هوى وودا
وتلبسهم إذا حضروا جمالا