1 - وحرك لورش كل ساكن آخر صحيح بشكل الهمز واحذفه مسهلا
[ ص: 104 ] أمر الناظم بتحريك كل حرف ساكن وقع آخر الكلمة التي هو فيها، وكان صحيحا، بتحريك هذا الحرف بشكل الهمز الذي بعده أي بحركته، سواء كانت تلك الحركة فتحة أو ضمة أو كسرة، مع حذف الهمز بعد نقل حركته إلى الساكن قبله وذلك ويؤخذ من النظم: أن لورش، لا ينقل حركة الهمز إلى ما قبله إلا بثلاثة شروط: ورشا
الأول: أن يكون الحرف المنقول إليه حركة الهمز ساكنا.
الثاني: أن يكون الساكن آخر الكلمة، والهمز أول الكلمة التي تليها.
الثالث: أن يكون هذا الحرف الساكن صحيحا بأن يكون حرف مد. فإذا تحققت الشروط الثلاثة فإن ينقل حركة الهمز إلى الساكن قبله ويحذف الهمز فيصير الحرف الساكن مضموما إن كانت حركة الهمز ضمة، ويصير مفتوحا إن كانت حركة الهمز فتحة، ويصير مكسورا إن كانت حركة الهمزة كسرة سواء كان هذا الساكن تنوينا نحو: ورشا كفوا أحد ، و ومتاع إلى حين ، لأي يوم أجلت ، نار حامية ، ألهاكم . أم كان نونا نحو من آمن ، ومن آبائهم ، من أوتي ، من إستبرق ، أم تاء تأنيث نحو وقالت أولاهم ، فإن بغت إحداهما ، وإذ قالت أمة منهم أم حرف لين نحو نبأ ابني آدم ، تعالوا أتل ، ذواتي أكل . أم لام تعريف نحو (الأولى)، (الآخرة) (الإيمان)، أم حرفا آخر غير ذلك نحو قد أفلح ، ارجع إليهم ، الم أحسب الناس . وإذا نقل حركة همزة أحسب إلى الميم، جاز له مد الميم مدا طويلا نظرا للأصل، وجاز له القصر اعتدادا بعارض النقل، فإذا كان الحرف الأول متحركا فلا ينقل حركة الهمز إليه نحو ورش فنتبع آياتك ، فيه آيات بينات . وإذا كان هذا الحرف ساكنا ولكن في وسط الكلمة بأن اجتمع مع الهمز في كلمة واحدة، فلا تنقل إليه حركة الهمز نحو (القرآن)، (الظمآن)، (مذءوما)، (مسؤولا)، وإذا كان هذا الحرف ساكنا ووقع آخر الكلمة ولكن لم يكن صحيحا، ولا حرف لين بل كان حرف مد، فلا تنقل إليه حركة الهمز نحو بما أنزل إليك ، قولوا آمنا ، وفي أنفسكم ، به أن يوصل ، فيكون قوله (صحيح) احترازا عن حرف المد فقط، فيكون [ ص: 105 ] حرف اللين داخلا، وقول الناظم (مسهلا) منصوب على الحال من فاعل (واحذفه) أي احذف الهمز حال كونك سالكا الطريق المعبد طالبا للتخفيف في القراءة.
2 - وعن حمزة في الوقف خلف وعنده روى خلف في الوصل سكتا مقللا
3 - ويسكت في شيء وشيئا وبعضهم لدى اللام للتعريف عن حمزة تلا
4 - وشيء وشيئا لم يزد
اختلف الرواة عن في الوقف على الكلمة التي ينقل حمزة حركة همزتها إلى الساكن قبلها، فروى عنه بعض الرواة فيها النقل كقراءة ورش وروى عنه البعض الآخر ترك النقل وتحقيق الهمز، والضمير في (وعنده) يعود على الساكن الصحيح الذي ينقل ورش، حركة الهمزة إليه. ورش
المعنى: روى عن خلف عند هذا الساكن في حال وصل الكلمة التي آخرها ذلك الساكن بالكلمة التي أولها الهمز سكتا قليلا على هذا الساكن، بأن يسكت عليه قبل النطق بالهمزة سكتة قصيرة بدون تنفس، سواء وقف على الكلمة التي أولها الهمز، أو وصلها بما بعدها، فليس المراد بالوصل وصل الكلمة التي أولها الهمز بما بعدها بل المراد وصل الكلمة التي آخرها الساكن بالكلمة التي أولها الهمز كما تقدم سواء كان هذا الساكن منفصلا عن الكلمة التي فيها الهمز رسما نحو حمزة من آمن ، عذاب أليم . أم متصلا بها رسما مثل (الأولى)، (الآخرة)، (الإنسان)، وكذلك روى عن خلف السكت على ما لم ينقل فيه حمزة وهو لفظ (شيء) سواء كان مرفوعا أم مجرورا، ولفظ (شيئا) المنصوب في حال وصل هذين اللفظين بما بعدهما، وهذا مذهب ورش، أبي الفتح فارس عن وعلى هذا المذهب لا سكت خلف، لخلاد في موضع مما ذكر، وقوله (وبعضهم) إلخ [ ص: 106 ] معناه: أن بعض أهل الأداء وهو طاهر بن غلبون قرأ عن من روايتي حمزة خلف وخلاد عنه بالسكت على لام التعريف، وعلى (شيء) المرفوع والمجرور، و (شيئا) المنصوب عند وصل (شيء) و(شيئا) بما بعدهما لم يزد على ذلك، فلا يسكت على الساكن المفصول نحو من آمن ، عذاب أليم ولا لخلف، لخلاد، ويؤخذ من هذا: أن يسكت على (أل)، و(شيء)، و(شيئا) على المذهبين، ويسكت على المفصول على المذهب الأول فقط، ولا سكت له فيه على المذهب الثاني، فحينئذ يكون له في الساكن المفصول وجهان: السكت على المذهب الأول، وتركه على المذهب الثاني، ويكون له في (أل)، و(شيء)، و(شيئا) السكت على المذهبين. وأما خلفا خلاد: فلا سكت له مطلقا على المذهب الأول، وله السكت على (أل)، و(شيء وشيئا) فقط، على المذهب الثاني، وحينئذ ليس له سكت في الساكن المفصول على المذهبين، وقد وضح بعضهم كلام على النحو السالف الذكر فقال: الشاطبي
وشيء وأل بالسكت عن خلف بلا خلاف وفي المفصول خلف تقبلا
وخلادهم بالخلف في أل وشيئه ولا شيء في المفصول عنه فحصلا
ويستفاد من جميع ما ذكر: أن خلفا إذا وقف على نحو من آمن ، عذاب أليم ونحوهما كان له ثلاثة أوجه: النقل من قوله (وعن في الوقف خلف)، والسكت على مذهب حمزة أبي الفتح، وتركه على مذهب ابن غلبون، فالخلاف الذي ذكره الناظم بقوله: (وعن في الوقف خلف) دائر بين النقل وتركه، وتركه صادق بالسكت وعدمه. وإذا وقف على (الأولى)، (الآخرة)، (الأرض)، (الإنسان)، ونحو هذا كان له وجهان فقط: النقل، والسكت، فالنقل من قوله (وعن حمزة في الوقف خلف)، والسكت مما علم له من المذهبين. حمزة
وأما خلاد فله عند الوقف على نحو من آمن وجهان فقط: النقل، وتركه من غير سكت إذ لا سكت له في المفصول على المذهبين. وإذا وقف على (الإنسان) ونحوه، كان بحسب ما تقدم ثلاثة أوجه: النقل، والسكت، وتركه، ولكن المحققين على منع الوجه الثالث والاقتصار على النقل والسكت، فيكون في الوقف على مثل هذا، وإذا كنت تقرأ لخلف أو كخلف لخلاد بالسكت على (أل) (وشيء)، ووقفت على نحو (الأرض)، فلك وجهان لكل من خلف وخلاد وهما: النقل والسكت، وأما إذا كنت تقرأ لخلاد بترك السكت على (أل) (وشيء) ووقفت على نحو (الأرض) فليس له عند الوقف إلا النقل، [ ص: 107 ] وإذا كنت تقرأ بالسكت على المفصول ووقفت على نحو لخلف عذاب أليم فلك فيه وجهان: السكت والنقل، وإذا كنت تقرأ له بترك السكت على المفصول ووقفت على نحو عذاب أليم فلك فيه وجهان: النقل، والتحقيق من غير سكت. وإذا كنت تقرأ لخلاد بترك السكت على المفصول وليس له غيره ووقفت على نحو عذاب أليم فلك فيه وجهان: النقل، والتحقيق من غير سكت. قال الناظم:
4 - ولنافع لدى يونس آلآن بالنقل نقلا
المعنى: أن كلمة " آلآن " ، في الموضعين من سورة يونس نقل عن من روايتي نافع قالون عنه قراءتها بنقل حركة الهمزة الثانية إلى اللام مع حذف الهمزة، وورش على أصله في النقل. أما فورش فهو الذي خالف أصله في النقل في هذه الكلمة. وقوله: قالون:
(نقلا) بتشديد القاف للإشعار بكثرة نقلته ورواته عن نافع.
5 - وقل عادا الأولى بإسكان لامه وتنوينه بالكسر كاسيه ظللا
6 - وأدغم باقيهم وبالنقل وصلهم وبدؤهم والبدء بالأصل فضلا
7 - لقالون والبصري وتهمز واوه لقالون حال النقل بدءا وموصلا
8 - وتبدا بهمز الوصل في النقل كله وإن كنت معتدا بعارضه فلا
قوله تعالى في سورة النجم وأنه أهلك عادا الأولى قرأه المشار إليهم بالكاف، والظاء وهم: ابن عامر، والكوفيون بإسكان لام (الأولى) وكسر تنوين (عادا) للتخلص من التقاء الساكنين، وهما التنوين واللام، ثم قال: (وأدغم باقي القراء) وهم: وابن كثير، نافع، وقرآ بنقل حركة همزة (الأولى) إلى اللام مع حذف الهمزة في حال وصلهم كلمة (الأولى) بكلمة (عادا) وحال بدئهم بها، وليس النص على الإدغام لهما بلازم لأنهما لما نقلا حركة الهمزة إلى اللام صارت اللام متحركة بالضم، فأدغم التنوين فيها بمقتضى قواعد التجويد. وقوله (والبدء بالأصل فضلا)، وأبو عمرو، لقالون والبصري معناه: أن البدء بكلمة (الأولى) بهمزة الوصل وسكون اللام وضم الهمزة على الأصل كقراءة [ ص: 108 ] ومن معه، فضل على غيره ابن كثير لقالون والبصري، والمفصل عليه هو البدء بالنقل. وأما فيقرأ بالنقل على أصل مذهبه، سواء وصل كلمة الأولى بعادا، أو ابتدأ بها. ومعنى قوله: (وتهمز واوه) إلخ، أن ورش يقرأ بهمزة ساكنة في مكان الواو في حال قراءته بالنقل، سواء وصل الكلمة بما قبلها أو ابتدأ بها. قالون
وأما إذا قرأها من غير نقل بأن ابتدأ بها على الأصل كقراءة ومن معه، فلا يهمز بل يقرأ بواو ساكنة كما تقدم. ثم ذكر الناظم قاعدة عامة لكل من يقرأ بالنقل وهي: أن كل كلمة وقع في أولها (أل) التي للتعريف وكان بعد أل همزة قطع نحو (الأولى)، (الآخرة)، (الإنسان). ثم نقلت حركة همزة القطع إلى اللام فلك عند البدء بهذه الكلمة وجهان: ابن عامر
الأول: الابتداء بهمزة الوصل باعتبار الأصل وهو سكون اللام وعدم الالتفات إلى حركة اللام العارضة فنقول: ألأولى، ألأرض، ألإنسان.
الوجه الثاني: الابتداء باللام اعتدادا بحركتها العارضة، واطراحا للأصل، وهذا معنى قوله: (وتبدأ بهمز الوصل في النقل كله)، أي اتباعا للأصل، وإن كنت معتدا بعارضه أي بعارض النقل يعني بحركته العارضة، منزلا لها منزلة الحركة الأصلية، فلا تبدأ بهمزة الوصل، لأنها إنما تجتلب توصلا للنطق بالساكن، وحيث إن اللام صارت متحركة فلا حاجة لهمزة الوصل وإنما قال الناظم: (كله) ليشمل جميع ما ينقل فيه من لام التعريف، ويدخل في ذلك (الأولى) من ورش عادا الأولى فيكون هذان الوجهان في جميع القرآن، ويكون لورش لقالون والبصري هذان الوجهان أيضا في هذا الموضع إن قلنا إنهما يبدآن بالنقل كما يصلان بالنقل، أما إذا قلنا إنهما يبدآن بالأصل من غير نقل، فلا بد من الإتيان بهمزة الوصل، وينبغي أن تعلم أنك إذا قرأت (الأولى)، (الآخرة)، (آلآن) المجردة من الاستفهام، وأردت البدء بهذه الكلمات وأمثالها، فإن نظرت إلى الأصل وغضضت النظر عن حركة اللام العارضة وبدأت بهمزة الوصل، فلك في البدل الأوجه الثلاثة: القصر والتوسط والمد، وإن اعتبرت حركة اللام واعتددت بها وتركت همزة الوصل وبدأت باللام، فليس لك في البدل إلا القصر. لورش
50 وهذان الوجهان: وهما البدء بهمزة الوصل، والبدء بالحرف الذي بعدها جائزان لجميع القراء [ ص: 109 ] حال البدء بكلمة (الاسم) في قوله تعالى في سورة الحجرات بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ، فلك بدؤها بهمزة الوصل، ولك بدؤها باللام للجميع.
وخلاصة ما يقال في عادا الأولى : أن ابن كثير والكوفيون قرءوا، وابن عامر عادا الأولى بكسر التنوين وسكون اللام في حال وصل الأولى (بعادا)، فإذا وقفوا على (عادا) وابتدءوا بالأولى، أتوا بهمزة الوصل مفتوحة وأسكنوا اللام وبعدها همزة مضمومة، فواو ساكنة، وأما نافع فيقرءان بنقل حركة همزة (الأولى) إلى اللام قبلها وحذف الهمزة مع إدغام تنوين (عادا) في لام (الأولى). وأبو عمرو:
غير أن يقرأ بهمزة ساكنة بعد اللام المضمومة بدلا من الواو. وهذا في حال وصل الأولى (بعادا)، فإذا وقف على (عادا) وابتدئ (بالأولى) قالون ثلاثة أوجه: (الولى)، بهمزة الوصل وبعدها لام مضمومة وبعد اللام همزة ساكنة. فلقالون
الثاني: كالأول، ولكن مع حذف همزة الوصل وعلى الوجه الأول يجوز له في البدل الأوجه الثلاثة، وعلى الوجه الثاني لا يجوز له في البدل إلا القصر.
ثلاثة أوجه: الأول والثاني: كوجهي ولأبي عمرو ورش.
الثالث: كالوجه الثالث لقالون.
9 - ونقل ردا عن نافع وكتابيه بالإسكان عن ورش أصح تقبلا
أخبر أن نقل (ردءا) أي نقل حركة همزة هذه الكلمة إلى الدال مع حذف الهمزة ثابت عن فإذا وقف أبدل التنوين ألفا، وهذه الكلمة في سورة القصص، نافع. فأرسله معي ردءا يصدقني ، ثم أخبر أن إسكان الهاء من كلمة (كتابيه) ، بالحاقة، وإبقاء همزة إني ظننت محققة كقراءة غيره أصح تقبلا من نقل حركة همزة (إني) إلى الهاء مع حذف الهمزة. وفي قوله (أصح تقبلا) إشارة إلى أن وجه نقل حركة الهمزة إلى الهاء وجه صحيح مقروء به أيضا فيكون له الوجهان. لورش
وإنما كان الوجه الأول أصح لأن هاء " كتابيه " هاء سكت، والأصل فيها أن تكون ساكنة، [ ص: 110 ] ولكن الوجه الثاني صحيح لوروده عن أئمة القراءة. ولا يخفى أن هذين الوجهين في حال الوصل أي وصل " كتابيه " (بإني)
فائدة: اتفق أهل الأداء على أن في هاء ماليه بالحاقة حال وصلها بهاء (هلك) وجهين لسائر القراء: الإظهار، والإدغام، فيكون هذان الوجهان، وقد علمت أن له في هاء " كتابيه " وجهين، حال وصلها (بإني) الإسكان، والنقل، إذا علمت هذا، فلتعلم أن من أسكن هاء " كتابيه " لورش ولم ينقل إليها حركة همزة (إني) فإنه يظهر هاء لورش ماليه ، ومن نقل حركة الهمزة إلى هاء كتابيه فإنه يدغم هاء لورش ماليه في هاء (هلك)، فالوجهان في هاء لورش ماليه مفرعان على الوجهين له في هاء كتابيه .
فالإظهار مفرع على عدم النقل، والإدغام مفرع على النقل، والمراد بالإظهار هنا أن يسكت القارئ على هاء ماليه سكتة خفيفة من غير تنفس في حال وصلها بكلمة (هلك).