ذكر القياس المحمود والقياس المذموم
والضرب الثاني من القياس في التوحيد : هو القياس المذموم الذي يؤدي إلى البدع والإلحاد ، نحو تشبيه الخالق بالخلق ، وتشبيه صفاته بصفات المخلوقين ، ودفع قايسه ما أثبت الله تعالى لنفسه ، ووصفته به رسله مما ينفيه القياس بفعله . القياس على ضربين : ضرب منه في التوحيد ، وضرب في أحكام الشريعة : فالقياس في التوحيد على ضربين : ضرب هو القياس الصحيح وهو : ما استدل به على معرفة الصانع تعالى وتوحيده ، والإيمان بالغيب ، والكتب ، وتصديق الرسل ، فهذا قياس محمود فاعله ، مذموم تاركه .
وأما الضرب الثاني من الأصل وهو المتعلق بأحكام الشريعة فهو على وجهين أيضا : أحدهما : قياس الشيء على نظيره وشبيهه ، فذلك محمود ، والآخر : قياسه على غير نظيره وشبيهه ، فذلك مذموم .
[ ص: 512 ]