مثل عمل الذي لا لبق له
مثل عمل الذي لا لبق له مثل تلك النقوش التي تنقش [ ص: 343 ] على الحيطان والعيدان بألوان النقوش ولا تلتذ العيون برؤيتها ولا تذوق حلاوتها حتى تذهب بالذهب فحينئذ صار لها بريق وإشراق فعندها تلتذ العيون بحلاوة زينتها
فكذا الأعمال وإن صدرت لا لبق لها إلا بحلاوة لبقها وهو حب الله تعالى الذي هو أقوى الأنوار وأنورها وأعلاها وأسناها فهو جوهري محكم وإن طال استعماله وابتذاله فهو طري النقوش حسن الهيئة كالثوب الجوهري المحكم على ما وصفنا
وإذا كان خشنا لا جوهر له فبقليل الابتذال والاستعمال درست تلك النقوش وتهافتت وبرزت قيمته إلى ثوب أبيض خلق
فكذا العامل الذي قام به واجتهد في طلب الصدق مع خشونة وأخلاق سيئة لا تدعه فقد نقش عمله وزينه ولكن إذا طالت المدة وكبرت سنه تهافتت عنه تلك النقوش والزينة لأنه كلما كبر ازداد سوء خلقه وضيق صدره وخشونته فتعود حاله وقدره عند الله تعالى كما عاد ذلك الثوب الذي قد درس [ ص: 344 ] وصار ثوبا خلقا لا نقوش فيه وتراجعت قيمته إلى قيمة ثوب أبيض خلق