( المسألة الثانية )
قال صاحب القبس : قال صالح المعتزلي ، وقال آخرون : هي رؤية بعينين في القلب يبصر بهما ، وأذنين في القلب يسمع بهما ، وقالت : رؤيا المنام هي رؤية العين المعتزلة : هي تخاييل لا حقيقة لها ، ولا دليل فيها ، وجرت المعتزلة على أصولها في تخييلها على العادة في إنكار أصول الشرع في الجن وأحاديثها والملائكة وكلامها ، وأن جبريل عليه السلام لو كلم النبي صلى الله عليه وسلم بصوت لسمعه الحاضرون ، وأما أصحابنا فلهم أقوال ثلاثة قال القاضي : هي خواطر واعتقادات ، وقال هي أوهام ، وهو قريب من الأول ، وقال الأستاذ أبو بكر الأستاذ أبو إسحاق : هي إدراك بأجزاء لم تحلها آفة النوم ، فإذا رأى الرائي أنه بالمشرق ، وهو بالمغرب أو نحوه فهي أمثلة جعلها الله - تعالى - دليلا على تلك المعاني كما جعلت الحروف والأصوات والرقوم للكتابة دليلا على المعاني فإذا رأى الله - تعالى - أو النبي صلى الله عليه وسلم فهي أمثلة تضرب له بقدر حاله فإن كان موحدا رآه حسنا أو ملحدا رآه قبيحا ، وهو أحد التأويلين في قوله عليه السلام { } قال بعض العلماء : قال لي بعض الأمراء : رأيت البارحة النبي صلى الله عليه وسلم في أشد ما يكون من السواد فقلت : له ظلمت الخلق وغيرت الدين قال النبي صلى الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة فالتغيير فيك لا شك فيه وكان متغيرا علي وعنده كاتبه وصهره وولده فأما الكاتب فمات ، وأما الآخران فتنصرا وأما هو فكان مستندا فجلس على نفسه وجعل يتعذر ، وكان آخر كلامه وددت أن أكون حميا لنخلات أعيش بها بالثغر قلت له : وما ينفعك أنا أقبل أنا عذرك وخرجت فوالله ما توقفت لي عنده بعد [ ص: 244 ] حاجة رأيت ربي في أحسن صورة
[ ص: 244 ]