وقوله تعالى : فاستبقوا الخيرات يعني والله أعلم المبادرة والمسارعة إلى الطاعات . وهذا يحتج به في أن ما لم تقم الدلالة على فضيلة التأخير ، نحو تعجيل الصلوات في أول أوقاتها وتعجيل الزكاة والحج وسائر الفروض بعد حضور وقتها ووجود سببها ويحتج به بأن تعجيل الطاعات أفضل من تأخيرها ، وأن جواز التأخير يحتاج إلى دلالة ، وذلك أن الأمر إذا كان غير موقت فلا محالة عند الجميع أن فعله على الفور من الخيرات فوجب بمضمون قوله تعالى : الأمر على الفور فاستبقوا الخيرات إيجاب تعجيله ؛ لأنه أمر يقتضي الوجوب .