[ ص: 40 ] العاشر : أن لغة العرب متنوعة في إفراد المضاف وتثنيته وجمعه بحسب أحوال المضاف إليه ، فإن أضافوا الواحد المتصل إلى مفرد أفردوه ، وإن أضافوا إلى اسم جمع كقوله : ( فقد صغت قلوبكما ) وإنما هما قلبان ، وكقوله : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) وتقول العرب : اضرب أعناقهما ، وهذا أفصح استعمالهم ، وتارة يفردون المضاف فيقولون : لسانهما وقلبهما ، وتارة يثنون كقوله : " ظهراهما مثل ظهور الترسين " لا بلغة العجم والطماطم والأنباط الذين أفسدوا الدين وتلاعبوا بالنصوص فجعلوها عرضة لتأويل الجاهلين . القرآن إنما نزل بلغة العرب
وإذا كان من لغتهم وضع الجمع موضع التثنية لئلا يجمعوا في لفظ واحد بين تثنيتين ، فلأن يوضع الجمع موضع التثنية فيما إذا كان المضاف إليه تثنية أولى بالجواز ، يدل على أنك لا تجد في كلامهم عينان ويدان ونحو ذلك ، ولا يلتبس على السمع قول المتكلم : نراك بأعيننا ونأخذ بأيدينا ، ولا يفهم منه بشر على وجه الأرض عيونا كثيرة على وجه واحد .