الثالث : أين في القرآن فإنه سبحانه وتعالى قال : ( إثبات ساق واحد لله تعالى وجنب واحد ؟ يوم يكشف عن ساق ) وقال : ( أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله ) فعلى تقدير أن يكون الساق والجنب من الصفات فليس في ظاهر القرآن ما يوجب ألا يكون له إلا جنب واحد وساق واحد ، ولو دل على ما ذكرت لم يدل على نفي ما أراد على ذلك لا بمنطوقه ولا بمفهومه ، حتى القائلين بمفهوم اللقب لا يدل ذلك عندهم على نفي ما عدا المذكور ، لأنه متى كان للتخصيص بالذكر سبب غير الاختصاص بالحكم لم يكن المفهوم مرادا بالاتفاق ، وليس المراد بالآيتين إثبات الصفة حتى يكون تخصيص أحد الأمرين بالذكر مرادا ، بل المقصود حكم آخر ، وهو إثبات تفريط العبد في حق الله تعالى ، وبيان سجود الخلائق إذا كشف عن ساق ، وهذا حكم قد يختص بالمذكور دون غيره ، فلا يكون له مفهوم .