سورة غافر :

أقول: nindex.php?page=treesubj&link=28880وجه إيلاء الحواميم السبع سورة الزمر: تآخي المطالع في الافتتاح بتنزيل الكتاب، وفي مصحف nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب أول الزمر " حم " 2، وذلك مناسبة جليلة.

ثم إن الحواميم ترتبت لاشتراكها في الافتتاح بـ " حم " ، وبذكر الكتاب بعد حم، وأنها مكية; بل ورد في الحديث أنها نزلت جملة [واحدة] 5.

وفيها شبه من ترتيب ذوات " الر " الست.

[ ص: 130 ] فانظر ثانية الحواميم وهي فصلت، كيف شابهت ثانية ذوات " الر " هود في تغيير الأسلوب في وصف الكتاب، وأن في هود: nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1كتاب أحكمت آياته ثم فصلت "هود: 1"، وفي فصلت: nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كتاب فصلت آياته "فصلت: 3"، وفي سائر ذوات nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1الر 7 nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1تلك آيات الكتاب 1 "الحجر: 1"، وفي سائر الحواميم: nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2تنـزيل الكتاب "غافر: 2" أو nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=2والكتاب 2 "الدخان: 2".

وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في ترتيب نزول السور: أن الحواميم نزلت عقب الزمر، وأنها نزلت متتاليات كترتيبها في المصحف: المؤمن، ثم السجدة، ثم الشورى، ثم الزخرف، ثم الدخان، ثم الجاثية، ثم الأحقاف، ولم يتخللها نزول غيرها، وذلك مناسبة جلية واضحة في وضعها هكذا.

ثم ظهر لي لطيفة أخرى; وهي: أنه في كل ربع من أرباع القرآن توالت سبع سور مفتتحة بالحروف المقطعة. فهذه [السور] 5 السبع مصدرة بـ " حم " ، وسبع في الربع الذي قبله [متوالية و] 6 ذوات " الر " 7 الست متوالية، و nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص الأعراف; فإنها متصلة بيونس على ما تقدمت الإشارة إليه، وافتتح أول القرآن بسورتين من ذلك، وأول النصف الثاني بسورتين.

وقال الكرماني في "العجائب"9: nindex.php?page=treesubj&link=28880ترتيب الحواميم السبع لما بينها من المشاكل الذي خصت به; وهو: أن كل سورة منها استفتحت بالكتاب [ ص: 131 ] أو وصفه، مع تفاوت المقادير في الطول والقصر، وتشاكل الكلام في النظام. انتهى.

قلت:

وانظر إلى مناسبة ترتيبها; فإن مطلع غافر مناسب لمطلع الزمر، ومطلع فصلت التي هي ثانية الحواميم مناسب لمطلع هود التي هي ثانية ذوات " الر " 1، ومطلع الزخرف مؤاخ لمطلع الدخان، وكذا مطلع الجاثية لمطلع الأحقاف.

سُورَةُ غَافِرٍ :

أَقُولُ: nindex.php?page=treesubj&link=28880وَجْهُ إِيلَاءِ الْحَوَامِيمِ السَّبْعِ سُورَةُ الزُّمَرِ: تَآخِي الْمَطَالِعِ فِي الِافْتِتَاحِ بِتَنْزِيلِ الْكِتَابِ، وَفِي مُصْحَفِ nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَوَّلَ الزُّمَرِ " حَمَّ " 2، وَذَلِكَ مُنَاسَبَةٌ جَلِيلَةٌ.

ثُمَّ إِنَّ الْحَوَامِيمَ تَرَتَّبَتْ لِاشْتِرَاكِهَا فِي الِافْتِتَاحِ بِـ " حَمّ " ، وَبِذِكْرِ الْكِتَابِ بَعْدَ حم، وَأَنَّهَا مَكِّيَّةٌ; بَلْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهَا نَزَلَتْ جُمْلَةً [وَاحِدَةً] 5.

وَفِيهَا شَبَهٌ مِنْ تَرْتِيبِ ذَوَاتِ " الر " السِّتِّ.

[ ص: 130 ] فَانْظُرْ ثَانِيَةَ الْحَوَامِيمِ وَهِيَ فُصِّلَتْ، كَيْفَ شَابَهَتْ ثَانِيَةَ ذَوَاتِ " الر " هُودٌ فِي تَغْيِيرِ الْأُسْلُوبِ فِي وَصْفِ الْكِتَابِ، وَأَنَّ فِي هُودٍ: nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=1كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ "هُود: 1"، وَفِي فُصِّلَتْ: nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ "فُصِّلَتْ: 3"، وَفِي سَائِرِ ذَوَاتِ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1الر 7 nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ 1 "الْحِجْرُ: 1"، وَفِي سَائِرِ الْحَوَامِيمِ: nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2تَنْـزِيلُ الْكِتَابِ "غَافِرٌ: 2" أَوْ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=2وَالْكِتَابِ 2 "الدُّخَانُ: 2".

وَرَوَيْنَا عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=11867جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَرْتِيبِ نُزُولِ السُّوَرِ: أَنَّ الْحَوَامِيمَ نَزَلَتْ عَقِبَ الزُّمَرِ، وَأَنَّهَا نَزَلَتْ مُتَتَالِيَاتٍ كَتَرْتِيبِهَا فِي الْمُصْحَفِ: الْمُؤْمِنُ، ثُمَّ السَّجْدَةُ، ثُمَّ الشُّورَى، ثُمَّ الزُّخْرُفُ، ثُمَّ الدُّخَانُ، ثُمَّ الْجَاثِيَةُ، ثُمَّ الْأَحْقَافُ، وَلَمْ يَتَخَلَّلْهَا نُزُولُ غَيْرِهَا، وَذَلِكَ مُنَاسَبَةٌ جَلِيَّةٌ وَاضِحَةٌ فِي وَضْعِهَا هَكَذَا.

ثُمَّ ظَهَرَ لِي لَطِيفَةٌ أُخْرَى; وَهِيَ: أَنَّهُ فِي كُلِّ رُبْعٍ مِنْ أَرْبَاعِ الْقُرْآنِ تَوَالَتْ سَبْعُ سُوَرٍ مُفْتَتَحَةٍ بِالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ. فَهَذِهِ [السُّوَرُ] 5 السَّبْعُ مُصَدَّرَةٌ بِـ " حَمَّ " ، وَسَبْعٌ فِي الرُّبْعِ الَّذِي قَبْلَهُ [مُتَوَالِيَةً وَ] 6 ذَوَاتُ " الر " 7 السِّتِّ مُتَوَالِيَةً، وَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص الْأَعْرَافُ; فَإِنَّهَا مُتَّصِلَةٌ بِيُونُسَ عَلَى مَا تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ، وَافْتَتَحَ أَوَّلَ الْقُرْآنِ بِسُورَتَيْنِ مِنْ ذَلِكَ، وَأَوَّلُ النِّصْفِ الثَّانِي بِسُورَتَيْنِ.

وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ فِي "الْعَجَائِبِ"9: nindex.php?page=treesubj&link=28880تَرْتِيبُ الْحَوَامِيمِ السَّبْعِ لِمَا بَيْنَهَا مِنَ الْمَشَاكِلِ الَّذِي خُصَّتْ بِهِ; وَهُوَ: أَنَّ كُلَّ سُورَةٍ مِنْهَا اسْتُفْتِحَتْ بِالْكِتَابِ [ ص: 131 ] أَوْ وَصْفِهِ، مَعَ تَفَاوُتِ الْمَقَادِيرِ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ، وَتَشَاكُلِ الْكَلَامَ فِي النِّظَامِ. انْتَهَى.

قُلْتُ:

وَانْظُرْ إِلَى مُنَاسَبَةِ تَرْتِيبِهَا; فَإِنَّ مَطْلَعَ غَافِرٍ مُنَاسِبٌ لِمَطْلَعِ الزُّمَرِ، وَمَطْلَعِ فُصِّلَتِ الَّتِي هِيَ ثَانِيَةُ الْحَوَامِيمِ مُنَاسِبٌ لِمَطْلَعِ هُودٍ الَّتِي هِيَ ثَانِيَةُ ذَوَاتِ " الر " 1، وَمَطْلَعُ الزُّخْرُفِ مُؤَاخٍ لِمَطْلَعِ الدُّخَانِ، وَكَذَا مَطْلَعُ الْجَاثِيَةِ لِمَطْلَعِ الْأَحْقَافِ.