أنبأنا الحسين بن محمد بن أبي معشر - بحران - حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي ، حدثنا ، عن زهير بن معاوية ، عن سهيل بن أبي صالح عطاء بن يزيد الليثي ، عن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تميم الداري، "الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
قال - رضي الله عنه - : الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة، وترك الخيانة لهم بالإضمار، والقول والفعل معا؛ إذ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كان يشترط على من بايعه من أصحابه "النصح لكل مسلم" مع إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة. أبو حاتم
وأخبرني محمد بن أبي علي الخلادي ، حدثنا محمد بن الحسن الذهلي ، عن أبي السائب، قال: قال - رضي الله عنه - : "لا تعمل بالخديعة؛ فإنها خلق اللئام، وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة، وزل معه حيث زال". علي بن أبي طالب
[ ص: 195 ] وأنشدني الكريزي:
قل للنصيح الذي أهدى نصيحته سرا إلينا، وسامته التكاليف النصح ليس له حد فتعرفه
والنصح مستوحش منه ومألوف حتى إذا صرحت عنا عواقبه
كانت لنا عظة منه وتعنيف لو كان للنصح حد يستبان به
ما نالنا حسرة منه وتلهيف لكن له سبل شتى مخالفة
بعض لبعض، فمجهول ومعروف والناس غاو وذو رشد، ومختلط
والنصح ممضى، ومردود، وموقوف
قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم كما أن خير الأعمال أحمدها عاقبة، وأحسنها إخلاصا، وضرب الناصح خير من تحية الشانئ. خير الإخوان أشدهم مبالغة في النصيحة،
ويجب أن يكون للعاقل نصيحة مبذولة للعامة، مكتوما من العام والخاص ما قدر عليه، وليس الناصح بأولى بالنصيحة من المنصوح له.
وأنبأنا ، حدثنا عمرو بن محمد الغلابي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم التيمي ، حدثني أبي، قال: "لما قدم علي الكوفة لقيه فقال له: إني أشير عليك برأي فاقبله، قال: هات، قال: أقر المغيرة بن شعبة، على الشام يسمح لك طاعته؛ فإن أهل الشام قد ذاقوه فاستعذبوه، ووليهم عشرين سنة لم يعتبوا عليه، ولم يعتبوه في عرض ولا مال، فقال: والله لو سألني قرية ما وليته إياها، قال: فقال المغيرة: أراه سيلي أرضين وقريات". معاوية