قال - رضي الله عنه - : إن من شيم العاقل عند النائبة تنوبه أن يشاور عاقلا ناصحا ذا رأي، ثم يطيعه، وليعترف للحق عند المشورة، ولا يتمادى في الباطل، بل يقبل الحق ممن جاء به، ولا يحقر الرأي الجليل إذا أتاه به الرجل الحقير؛ لأن [ ص: 194 ] اللؤلؤة الخطيرة لا يشينها قلة خطر غائصها الذي استخرجها، ثم ليستخر الله، وليمض فيما أشار عليه، وقد أنشدني أبو حاتم البغدادي:
أطع الحليم إذا الحليم عصاكا إن الحليم إذا عصاك هداكا وإذا استشارك من تود، فقل له:
أطع الحليم إذا الحليم نهاكا ولئن أبيت لتأتين خلافه
أربا يحوطك، أو يكون هلاكا واعلم بأنك لن تسود، ولن ترى
سبل الرشاد إذا أطعت هواكا
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد المؤمن بجرجان، حدثنا محمد بن حميد البزاز ، حدثنا جرير ، عن ابن المقفع ، عن وزير كسرى، قال: ثلاثة ليس لهم رأي، فلا تستشيروهم: صاحب الخف الضيق، وحاقن البول، وصاحب المرأة السوء السليطة.