قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم المستشار مؤتمن، وليس بضامن، والمستشير متحصن من السقط، متخير للرأي.
[ ص: 192 ] والواجب على العاقل السالك سبيل ذوي الحجى: أن يعلم أن المشاورة تفشي الأسرار، فلا يستشير إلا اللبيب الناصح الودود الفاضل في دينه، وإرشاد المشير المستشير قضاء حق النعمة في الرأي، والمشورة لا تخلو من البركة إذا كانت مع مثل من وصفنا نعته.
ولقد أنبأنا ، حدثنا عمرو بن محمد الغلابي ، حدثنا قال: قال ابن عائشة، الحسن: وأنشدني ما حزب قوما قط أمر فاجتمعوا، فتشاوروا فيه، إلا أرشدهم الله لأصوبه، الكريزي:
دبر إذا ما رمت أمرا بفكرة لتعلم ما تأتي وما تتجنب وشاور نقي الرأي عند التباسه
لكي يضح الأمر الذي هو أصوب
وأنشدني المنتصر بن بلال:
لا تسبقن الناس بالرأي واتئد فإنك إن تعجل إلى القول تزلل
ولكن تصفح رأي من كان حاضرا وقل بعدهم رسلا، وبالحق فاعمل