( حدثنا ) اسمه ابن أبي عمر ( حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة ) بضم معجمة ففتح مهملة أخرج حديثه الستة ( عن يزيد بن خصيفة ) حضر حجة الوداع مع أبيه وهو ابن سبع سنين ( السائب بن يزيد أحد ) أي في السنة الثالثة من الهجرة ( درعان قد ظاهر بينهما ) أي أوقع المظاهرة [ ص: 198 ] بينهما بأن جمع بينهما ولبس إحداهما فوق الأخرى حتى صارت كأنه من التظاهر بمعنى التعاون ، قاله صاحب النهاية ، وفي الصحاح : الظهارة خلاف البطانة ، وظاهر بين ثوبين أي طارق بينهما وطابق ، والمعنى أنه لبس إحداهما فوق الأخرى ، حتى صارت كالظهارة لها اهتماما بشأن الحرب ، وتعليما للأمة ، وأخذا للحذر من الحذر ، وفرارا من القضاء إلى القدر ، وإشعارا بأن الحزم والتوقي من الأعداء لا ينافي التوكل والتسليم والرضا ، واحترز بظاهر عما يتوهم عند حذفه من صدقه بلبس واحد إلى وسطه ، وآخر من وسطه إلى رجليه ، كالسراويل قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عليه يوم ميرك : هذا الحديث من مراسيل الصحابة ; لأن السائب هذا لم يشهد واقعة أحد لما سبق ، وعند أبي داود عن السائب عن رجل قد سماه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين ، أو لبس درعين ، وهذا الرجل المبهم في رواية أبي داود يحتمل أن يكون ، فإنه روى معنى هذا الحديث كما تقدم ، وقد ذكر صاحب الاستيعاب في ترجمة الزبير بن العوام معاذ التميمي ، فقال : ذكره صاحب الوحدان ، وذكر بسند عن السائب عن رجل من بني تميم يقال له معاذ ، هكذا وقع في نسخة الاستيعاب ، وأظن أن قوله يوم الحديبية سهو من قلم الناسخ ، والصواب يوم أحد ، فإنه لم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم لبس السلاح يومئذ ، بل كان يومئذ محرما بالعمرة ، أقول أما كونه محرما ، فلا يكون مانعا من لبسه للضرورة ، والقضية قاضية بوقوعه لما وقع من المنازعة والمبايعة والله أعلم بحقيقته ، قال : ويحتمل أن يكون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم الحديبية بين درعين طلحة ويؤيده ما وقع في عن البخاري السائب ، قال : صحبت ابن عوف ، وطلحة بن عبيد الله والمقداد وسعدا فما سمعت أحدا منهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد ، قال العسقلاني في شرحه : لم يبين ما حدث به عن ذلك وقد أخرج أبو يعلى من طريق عن يزيد بن خصيفة أو عمن حدثه عن السائب بن يزيد طلحة أحد ، والله أعلم . أنه صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم