الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
872 . nindex.php?page=treesubj&link=29181واعن بالالقاب فربما جعل الواحد اثنين الذي منها عطل 873 . نحو الضعيف أي بجسمه ومن ضل الطريق باسم فاعل ولن 874 . يجوز ما يكرهه الملقب وربما كان لبعض سبب 875 . كغندر محمد بن جعفر وصالح جزرة المشتهر
مما تنبغي العناية به nindex.php?page=treesubj&link=29181معرفة ألقاب المحدثين ، والعلماء ، ومن ذكر معهم ، وربما وهم العاطل من معرفة الألقاب ، فجعل الرجل الواحد اثنين ، إذ يكون قد ذكر مرة باسمه ، ومرة بلقبه . وقد وقع ذلك لجماعة من أكابر الحفاظ ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش ، فرقوا بين عبد الله بن أبي صالح أخي سهيل ، وبين عباد بن أبي صالح ، فجعلوهما اثنين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب -فيما قرأت بخطه- في الموضح : " وعبد الله بن أبي صالح ، كان يلقب عبادا ، وليس عباد بأخ له ، اتفق على ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم الرازي ، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود السجستاني ، وموسى بن هارون بن عبد الله البغدادي ، ومحمد بن إسحاق السراج " . وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في فصل الإخوة والأخوات [ ص: 214 ] .
وقد صنف في الألقاب جماعة من الحفاظ : nindex.php?page=showalam&ids=14607أبو بكر الشيرازي ، وأبو الفضل الفلكي ، وأبو الوليد بن الدباغ ، وأبو الفرج بن الجوزي ، ومثال ذلك : الضعيف والضال ، وإليه أشرت بقولي : ( ومن ضل الطريق باسم فاعل ) أي : من ضل ، فحذف الجار والمجرور ; لدلالة الكلام عليه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16390عبد الغني بن سعيد : رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان : معاوية بن عبد الكريم الضال ، وإنما ضل في طريق مكة ،وعبد الله بن محمد الضعيف ، وإنما كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه . انتهى . وقيل : إنه من باب الأضداد ، كما قيل في الزنجي مسلم بن خالد ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ، وإنه قيل له : الضعيف ; لإتقانه وضبطه .
ثم nindex.php?page=treesubj&link=29181الألقاب تنقسم : إلى ما لا يكرهه الملقب به ، nindex.php?page=showalam&ids=8كأبي تراب - لقب علي - رضي الله عنه - فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد في الحديث المتفق عليه ما كان له اسم أحب إليه منه ، nindex.php?page=showalam&ids=15573وكبندار - لقب محمد بن بشار - فهذا لا إشكال في جواز تعريفه به .
وإلى ما يكرهه الملقب به ، فلا يجوز تعريفه به ، وقد تقدم الكلام على ذلك في أواخر آداب المحدث .
ثم nindex.php?page=treesubj&link=29181الألقاب قد لا يعرف سبب التلقيب بها ; وذلك موجود في كثير منها ، وقد يذكر السبب في ذلك ، ولعبد الغني بن سعيد في ذلك كتاب مفيد ; وذلك nindex.php?page=showalam&ids=16769كغندر وجزرة ، فأما nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر - فهو لقب محمد بن جعفر البصري - وكان سبب تلقيبه [ ص: 215 ] بذلك : أن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قدم البصرة ، فحدث بحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ، فأنكروه عليه وشغبوا ، قال ابن عائشة : إنما لقب غندرا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج من ذلك اليوم الذي كان يكثر الشغب عليه ، فقال : اسكت يا غندر . وأهل الحجاز يسمون المشغب غندرا .
ثم كان بعده جماعة يلقب كل منهم nindex.php?page=showalam&ids=16769غندرا ، فمنهم من اسمه محمد بن جعفر : أبو الحسين الرازي ، وأبو بكر البغدادي الحافظ ، وأبو الطيب البغدادي .
وأما جزرة : فهو لقب أبي علي صالح بن محمد البغدادي الحافظ . وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : أن صالحا سئل : لم لقبت بجزرة؟ فقال : قدم nindex.php?page=showalam&ids=16707عمرو بن زرارة بغداد فاجتمع عليه خلق عظيم فلما كان عند الفراغ من المجلس سئلت : من أين سمعت ؟ فقلت : من حديث الجزرة ، فبقيت علي . انتهى ، وذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11788عبد الله بن بسر : أنه كان يرقي بخرزة -بالخاء المعجمة وتقديم الراء- فصحفها صالح - بالجيم وتقديم الزاي - .