الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
858 . nindex.php?page=treesubj&link=29179واعن بأن تعرف ما يلتبس من خلة يعنى بها المدلس 859 . من نعت راو بنعوت نحو ما فعل في الكلبي حتى أبهما 860 . محمد بن السائب العلامه سماه حمادا أبو أسامه 861 . وبأبي النضر بن إسحاق ذكر وبأبي سعيد العوفي شهر
هذا النوع لبيان من nindex.php?page=treesubj&link=29179ذكر من الرواة بأنواع من التعريفات من الأسماء ، أو الكنى ، أو الألقاب ، أو الأنساب : أما من جماعة من الرواة عنه يعرفه كل واحد بغير ما عرفه الآخر ، أو من راو واحد عنه ، فيعرفه مرة بهذا ، ومرة بذاك ، فيلتبس ذلك على من لا معرفة عنده ، بل على كثير من أهل المعرفة والحفظ ، وإنما يفعل ذلك كثيرا المدلسون .
وقد تقدم عند ذكر التدليس أن هذا أحد أنواع التدليس ويسمى : تدليس الشيوخ ، وقد صنف في ذلك الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي كتابا نافعا سماه إيضاح الإشكال عندي به نسخة . وصنف فيه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب البغدادي كتابا كبيرا [ ص: 199 ] سماه : الموضح لأوهام الجمع والتفريق ، بدأ فيه بأوهام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ذلك ، وهو عندي بخط nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب .
فمن أمثلة ذلك : ما فعله الرواة عن nindex.php?page=showalam&ids=15097محمد بن السائب الكلبي العلامة في الأنساب ، أحد الضعفاء ، فقد روى عنه : nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة حماد بن أسامة فسماه : حماد بن السائب وروى عنه : nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق بن يسار فسماه مرة ، وكناه مرة : بأبي النضر ، ولم يسمه . وروى عنه : عطية العوفي فكناه : بأبي سعيد ، ولم يسمه . فأما رواية أبي أسامة عنه ، فرواها nindex.php?page=showalam&ids=16390عبد الغني بن سعيد عن حمزة بن محمد ، هو الكناني الحافظ ، بسنده إلى أبي أسامة ، عن حماد بن السائب ، قال : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن الحارث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=71917ذكاة كل مسك دباغه " . ثم قال : "قال لنا حمزة بن محمد : لا أعلم أحدا روى هذا الحديث عن حماد بن السائب غير أبي أسامة ، وحماد هذا ثقة كوفي ، وله حديث آخر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص ، عن عبد الله في التشهد" ، قال عبد الغني : ثم قدم علينا nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، فسألته عن هذا الحديث ، وعن حماد بن السائب ، فقال لي : الذي روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة ، هو nindex.php?page=showalam&ids=15097محمد بن السائب الكلبي إلا أن أبا أسامة كان يسمه حمادا . قال عبد الغني : فتبين لي أن حمزة قد وهم من وجهين :أحدهما : أن جعل الرجلين واحدا .
والآخر : أن وثق من ليس بثقة ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي عند العلماء غير ثقة ، قال عبد الغني : ثم إني نظرت في كتاب الكنى لأبي عبد الرحمن النسوي ، فوجدته قد وهم فيه وهما أقبح من [ ص: 200 ] وهم حمزة ، رأيته قد أخرج هذا الحديث عن أحمد بن علي ، عن أبي معمر ، عن أبي أسامة حماد بن السائب ، وإنما هو عن حماد بن السائب ، فأسقط قوله : عن ، وخفي عليه أن الصواب عن nindex.php?page=showalam&ids=11804أبي أسامة حماد بن أسامة ، وأن حماد بن السائب هو الكلبي ، قال عبد الغني : والدليل على صحة قول nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : أن nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي مصرحا به غير مخفيه . انتهى . وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق عنه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التاريخ الكبير : "روى nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق عن أبي النضر ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي " ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب - فيما قرأت بخطه - : وهذا القول صحيح . - قال - : فأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي التي كناه فيها ، ولم يسمه ثم رواها بإسناده إلى nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق ، عن أبي النضر ، عن باذان عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري في هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=106يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت وقصة جام الفضة [ ص: 201 ] .
وأما رواية عطية العوفي عنه ، فروى nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب - فيما قرأت بخطه - في كتاب الموضح قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14666أبو سعيد الصيرفي ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا : أبي ، قال : بلغني أن عطية كان يأتي nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ، فيأخذ عنه التفسير ، قال : وكان يكنيه بأبي سعيد ، فيقول : قال nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد ، وكان هشيم يضعف حديث عطية ، وقال عبد الله : حدثني أبي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11798أبو أحمد الزبيري ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ، قال كناني عطية أبا سعيد ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : إنما فعل ذلك ليوهم الناس أنه إنما يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري . انتهى .
قلت : ومما دلس به nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي مما لم يذكره nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح تكنيته بأبي هشام ، وقد بينه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب فقال - فيما قرأت بخطه - : وهو أبو هشام الذي روى عنه القاسم بن الوليد الهمداني ، وكان للكلبي ابن يسمى هشاما ، فكناه القاسم به في روايته عنه ثم روى بإسناده إلى القاسم بن الوليد ، عن أبي هشام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=65قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا فذكر الحديث . ثم روى وجادة إلى nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم أنه سأل أباه عن هذا الحديث ، فقال : أبو هشام هو nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ، وكان كنيته أبو النضر ، وكان له ابن يقال له : هشام بن الكلبي ، صاحب نحو وعربية ، فكناه به . قال : وهو محمد بن السائب بن بشر الذي روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق . وقد [ ص: 202 ] وهم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التفريق بينه وبين nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ; لأنه رجل واحد ، بين نسبه محمد بن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=15835وخليفة بن خياط .
وقولي : ( واعن ) أي : اجعله من عنايتك ، وقد تقدم قبل هذا نقلا عن الهروي وغيره ، أنه يقال : عني بكذا وعني به ، والخلة : بفتح الخاء المعجمة : الخصلة .