الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
40 . nindex.php?page=treesubj&link=29604واقطع بصحة لما قد أسندا كذا له ، وقيل ظنا ولدى 41 . محققيهم قد عزاه ( النووي ) وفي الصحيح بعض شيء قد روي 42 . مضعفا ولهما بلا سند أشيا فإن يجزم فصحح ، أو ورد 43 . ممرضا فلا ، ولكن يشعر بصحة الأصل له كـ (يذكر)
أي : nindex.php?page=treesubj&link=29096ما أسنده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، يريد روياه بإسنادهما المتصل ، فهو مقطوع بصحته ، كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ، قال : "والعلم اليقيني النظري واقع به ، خلافا لقول من نفى ذلك محتجا بأنه لا يفيد في أصله إلا الظن وإنما تلقته الأمة بالقبول; لأنه يجب عليهم العمل بالظن ، والظن قد يخطئ قال : وقد كنت أميل إلى هذا ، وأحسبه [ ص: 135 ] قويا ، ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه أولا هو الصحيح; لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ ، والأمة بإجماعها معصومة من الخطأ" . . . إلى آخر كلامه . وقد سبقه إلى نحو ذلك محمد بن طاهر المقدسي ، وأبو نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق بن يوسف . قال النووي : "وخالف nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح المحققون والأكثرون ، فقالوا : يفيد الظن ما لم يتواتر" .
وقوله : ( ظنا ) منصوب بفعل محذوف ، أي : يفيد ظنا . وقوله : ( بعض شيء ) ، إشارة إلى تقليل ما ضعف من أحاديث الصحيحين .
ولما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : أن ما أسنداه مقطوع بصحته . قال : سوى أحرف يسيرة ، تكلم عليها بعض أهل النقد ، nindex.php?page=showalam&ids=14269كالدارقطني وغيره ، وهي معروفة عند أهل الشأن . انتهى . وروينا عن محمد بن طاهر المقدسي ، ومن خطه نقلت قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=14172أبا عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ببغداد يقول : قال لنا nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد بن حزم : وما وجدنا nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في كتابيهما شيئا لا يحتمل مخرجا إلا حديثين . لكل واحد منهما حديث ، تم عليه في تخريجه الوهم مع إتقانهما وحفظهما وصحة معرفتهما .
[ ص: 136 ] فذكر من عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حديث شريك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في الإسراء ، أنه قبل أن يوحى إليه ، وفيه شق صدره . قال ابن حزم : والآفة من شريك . والحديث الثاني عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، حديث nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، عن أبي زميل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=661565كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ، ولا يقاعدونه ، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ثلاث أعطينهن . قال : نعم . قال : عندي أحسن العرب وأجمله nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة بنت أبي سفيان ، أزوجكها . قال : نعم . . . الحديث . قال ابن حزم : هذا حديث موضوع لا شك في وضعه ، والآفة فيه من nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار . وقد ذكرت في الشرح الكبير أحاديث غير هذين .
[ ص: 137 ] وقد أفردت كتابا لما ضعف من أحاديث الصحيحين مع الجواب عنها . فمن أراد الزيادة في ذلك فليقف عليه ، ففيه فوائد مهمات .
وقوله : ( ولهما بلا سند أشيا ) . أي : nindex.php?page=treesubj&link=29093_29096nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في الصحيح مواضع لم يصلاها بإسنادهما ، بل قطعا أول أسانيدهما مما يليهما . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح أن ذلك وقع في الصحيحين . قال : "وأغلب ما وقع ذلك في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم قليل جدا" . قلت : في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من ذلك موضع واحد في التيمم . وهو حديث أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة . nindex.php?page=hadith&LINKID=650325أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نحو بئر جمل ، . . . الحديث . قال فيه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : وروى nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد . ولم يوصل nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم إسناده إلى nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث . وقد أسنده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن يحيى بن بكير عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث . ولا أعلم في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بعد مقدمة الكتاب حديثا لم يذكره إلا تعليقا غير هذا الحديث . وفيه مواضع أخر يسيرة رواها بإسناده المتصل ، ثم قال : ورواه فلان ، وهذا ليس من باب التعليق ، إنما أراد ذكر من تابع رواية الذي أسنده من طريقه عليه ، أو أراد بيان اختلاف في السند ، كما يفعل أهل الحديث . ويدل على أنه ليس مقصوده بهذا ادخاله في كتابه; أنه يقع في بعض [ ص: 138 ] أسانيد ذلك من ليس هو من شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، كعبد الرحمن بن خالد بن مسافر . وقد بينت بقية المواضع في الشرح الكبير .
وقوله : ( فإن يجزم فصحح ) ، أي : ان أتى به بصيغة الجزم ، كقوله : قال فلان ، أو روى فلان أو نحو ذلك; فاحكم بصحته عمن علقه عنه ، لأنه لا يستجيز أن يجزم بذلك عنه إلا وقد صح عنده عنه . ثم nindex.php?page=treesubj&link=29093_29604الحكم بصحة الحديث مطلقا يتوقف على ثقة رجاله ، واتصاله من موضع التعليق . فإن كان فيمن أبرزه من لا يحتج به ، فليس فيه إلا الحكم بصحته عمن أسند إليه كقول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وقال بهز ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=883797الله أحق أن يستحيى منه " . قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : "فهذا ليس من شرطه قطعا . ولذلك لم يورده nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي في جمعه بين الصحيحين" .
( وإن ورد ممرضا ) ، أي : اتي به بصيغة التمريض ، كقوله : ويذكر ، ويروى ، ويقال ، ونقل ، وروي ، ونحوها . فلا تحكمن بصحته . كقوله : ويروى عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ ص: 139 ] وجرهد ومحمد بن جحش ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=665091الفخذ عورة " ; لأن هذه الألفاظ استعمالها في الضعيف أكثر ، وإن استعملت في الصحيح . وكذا قوله : وفي الباب تستعمل في الأمرين معا . قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : ومع ذلك فإيراده له في أثناء الصحيح مشعر بصحة أصله إشعارا يؤنس به ويركن إليه . وحمل nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح قول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح . وقول الأئمة في الحكم بصحته على أن المراد مقاصد الكتاب وموضوعه ومتون الأبواب دون التراجم ونحوها [ ص: 140 ]