الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
213 . nindex.php?page=treesubj&link=29135المدرج : الملحق آخر الخبر من قول راو ما ، بلا فصل ظهر 214 . نحو (إذا قلت : التشهد) صل ذاك (زهير) و (ابن ثوبان) فصل 215 . قلت : ومنه مدرج قبل قلب (كأسبغوا الوضوء ويل للعقب)
nindex.php?page=treesubj&link=29135المدرج في الحديث أقسام :
القسم الأول منه : nindex.php?page=treesubj&link=29135ما أدرج في آخر الحديث من قول بعض رواته . أما الصحابي ، أو من بعده موصولا بالحديث من غير فصل بين الحديث وبين ذلك الكلام ، بذكر قائله ، فيلتبس على من لا يعلم حقيقة الحال ، ويتوهم أن الجميع مرفوع . مثاله : ما رواه أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15424عبد الله بن محمد النفيلي ، قال : حدثنا زهير ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14104الحسن بن الحر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14947القاسم بن مخيمرة ، قال : أخذ nindex.php?page=hadith&LINKID=710109علقمة بيدي ، فحدثني أن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله [ ص: 295 ] بن مسعود أخذ بيده ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد عبد الله ، فعلمنا التشهد في الصلاة . قال : فذكر مثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : إذا قلت هذا ، أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك ، إن شئت أن تقوم فقم . وإن شئت أن تقعد فاقعد . فقوله : إذا قلت إلى آخره ، وصله nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير بن معاوية أبو خيثمة بالحديث المرفوع في رواية أبي داود هذه . قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : قوله إذا قلت ، هذا مدرج في الحديث من كلام nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود . وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " المعرفة " : قد ذهب الحفاظ إلى أن هذا وهم وأن قوله : "إذا فعلت هذا ، أو قضيت هذا ، فقد قضيت صلاتك" من قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، فأدرج في الحديث . وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في كتابه الذي جمعه في المدرج : إنها مدرجة . وقال النووي في الخلاصة : اتفق الحفاظ على أنها مدرجة . انتهى . وقول nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في المعالم : اختلفوا فيه ، هل هو من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو من قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ؟ فأراد اختلاف الرواة في وصله ، وفصله ، لا اختلاف الحفاظ; فإنهم متفقون على أنها [ ص: 296 ] مدرجة .
على أنه قد اختلف على زهير فيه ، فرواه النفيلي وأبو النضر هاشم بن القاسم ، وموسى بن داود الضبي ، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16598وعلي بن الجعد ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16275وعاصم بن علي ، nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود الطيالسي ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني ، ومالك بن إسماعيل النهدي عنه ، هكذا مدرجا .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة بن سوار عنه ، ففصله وبين أنه من قول عبد الله ، فقال : قال عبد الله : "فإذا قلت ذلك فقد قضيت ما عليك من الصلاة ، فإن شئت أن تقوم فقم ، وإن شئت أن تقعد فاقعد" . رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وقال : شبابة ثقة . وقد فصل آخر الحديث وجعله من قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وهو أصح من رواية من أدرج آخره . وقوله أشبه [ ص: 297 ] بالصواب; لأن ابن ثوبان رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=14104الحسن بن الحر كذلك ، وجعل آخره من قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، ولم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - . ثم رواه من رواية غسان بن الربيع ، عن عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14104الحسن بن الحر ، به . وفي آخره : ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : إذا فرغت من هذا فقد فرغت من صلاتك ، فإن شئت فاثبت ، وإن شئت فانصرف . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية ، قال : حدثنا ابن ثوبان فاستدل nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني على تصويب قول شبابة ، برواية ابن ثوبان هذه ، وباتفاق حسين الجعفي ، nindex.php?page=showalam&ids=17000وابن عجلان ، ومحمد بن أبان في روايتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=14104الحسن بن الحر ، على ترك ذكره في آخر الحديث ، مع اتفاق كل من روى التشهد عن علقمة ، وعن غيره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود على ذلك .
واعلم أن nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح قيد هذا القسم من المدرج بكونه أدرج عقب الحديث . وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في المدرج ما أدخل في أول الحديث ، أو في وسطه . فأشرت إلى ذلك بقولي : ( قلت : ومنه مدرج قبل قلب ) أي : أتي به قبل الحديث المرفوع ، أو قبل آخره ، في وسطه مثلا . وقوله : ( قلب ) أي : جعل آخره أوله; لأن الغالب في المدرجات ذكرها عقب الحديث .
[ ص: 298 ] ومثال nindex.php?page=treesubj&link=29135ما وصل بأول الحديث ، وهو مدرج : ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب من رواية أبي قطن ، وشبابة فرقهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=690556أسبغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار " .
فقوله : أسبغوا الوضوء ، من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وصل بالحديث في أوله كذلك . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه عن nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=690556أسبغوا الوضوء ، فإن أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال : "ويل للأعقاب من النار" . قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : وهم أبو قطن عمرو بن الهيثم ، nindex.php?page=showalam&ids=16087وشبابة بن سوار في روايتهما هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة على ما سقناه . وذلك أن قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=690556أسبغوا الوضوء " كلام nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=662409ويل للأعقاب من النار " ، كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ، nindex.php?page=showalam&ids=17282ووهب بن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=11790وآدم بن أبي إياس ، nindex.php?page=showalam&ids=16275وعاصم بن علي ، nindex.php?page=showalam&ids=16598وعلي بن الجعد ، nindex.php?page=showalam&ids=16769وغندر ، وهشيم ، nindex.php?page=showalam&ids=17360ويزيد بن زريع ، nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر بن شميل ، nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ، nindex.php?page=showalam&ids=16753وعيسى بن يونس ، ومعاذ بن معاذ ; كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة . وجعلوا الكلام الأول من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، والكلام الثاني مرفوعا .
[ ص: 299 ] وقوله : ( ويل للعقب ) ، أفرد لأجل الوزن ، وكذلك هو في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=666370ويل للعقب من النار " .
ومثال nindex.php?page=treesubj&link=29135المدرج في وسط الحديث ، ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في سننه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن بسرة بنت صفوان قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=908281من مس ذكره ، أو أنثييه أو رفغه ، فليتوضأ " . قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : كذا رواه عبد الحميد ، عن هشام ، ووهم في ذكر الأنثيين ، والرفغ ، وإدراجه ذلك في حديث بسرة . قال : والمحفوظ أن ذلك من قول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة غير مرفوع . وكذلك رواه الثقات عن هشام منهم : nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ، وغيرهما . ثم رواه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=908281من مس ذكره فليتوضأ " ، قال : وكان nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة يقول : إذا مس رفغيه ، أو أنثييه ، أو ذكره فليتوضأ . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : تفرد عبد الحميد بذكر الأنثيين ، والرفغين . وليس من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما هو قول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، فأدرجه الراوي في متن الحديث . وقد بين ذلك حماد وأيوب [ ص: 300 ] .
قلت : لم ينفرد به عبد الحميد . فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في المعجم الكبير من رواية أبي كامل الجحدري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ، عن هشام عن أبيه ، عن بسرة بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=908281إذا مس أحدكم ذكره ، أو أنثييه ، أو رفغيه ، فليتوضأ " . وعلى هذا فقد اختلف فيه على nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن هشام ، عن أبيه ، عن مروان ، عن بسرة ، بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=908281إذا مس أحدكم ذكره أو أنثييه " ، ولم يذكر : الرفغ ، وزاد في السند nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم . وقد ضعف ابن دقيق العيد الطريق إلى الحكم بالإدراج في نحو هذا . فقال في الاقتراح: ومما يضعف فيه أن يكون مدرجا في أثناء لفظ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، لاسيما إن كان مقدما على اللفظ المروي ، أو معطوفا عليه بواو العطف ، كما لو قال من مس أنثييه أو ذكره فليتوضأ ، بتقديم لفظ الأنثيين على الذكر فهاهنا يضعف الإدراج لما فيه من اتصال هذه اللفظة بالعامل الذي هو من لفظ الرسول - صلى الله عليه وسلم - . قلت : ولا يعرف في طرق الحديث تقديم الأنثيين على الذكر ، وإنما ذكره الشيخ مثالا ، فليعلم ذلك .