( و ) يسن لحديث ورد فيه رواه ابن السني وذكره ( لكل ) من مؤذن وسامع ومستمع وكذا مقيم المصنف في أذكاره ( أن يصلي ) ويسلم ( على النبي صلى الله عليه وسلم ) لما مر من كراهة إفراد أحدهما عن الآخر [ ص: 423 ] ( بعد فراغه ) أي من ذلك ( ثم ) يقول عقب ذلك ( اللهم ) أصله يا الله حذفت ياؤه وعوضت عنها الميم ولهذا امتنع الجمع بينهما ( رب هذه الدعوة ) بفتح الدال : هي دعوة الأذان ( التامة ) سميت تامة لكمالها وسلامتها من نقص يتطرق إليها ( والصلاة القائمة ) أي التي ستقام ( آت ) أعط ( محمدا الوسيلة ) منزلة في الجنة ( والفضيلة ) عطف بيان أو أعم ، وحذف من أصله وغيره والدرجة الرفيعة ، وختمه بيا أرحم الراحمين لأنه لا أصل لهما ، ويقال أن الوسيلة والفضيلة قبتان في أعلى عليين إحداهما من لؤلؤة بيضاء يسكنها محمد وآله والأخرى من ياقوتة صفراء يسكنها إبراهيم وآله عليهم السلام ( وابعثه مقاما محمودا ) هو مقام الشفاعة في فصل القضاء يوم القيامة ( الذي وعدته ) الذي منصوب بدل مما قبله أو بتقدير أعني ، أو مرفوع خبر مبتدإ محذوف .
والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في خبر { مسلم ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول } والحكمة في سؤال ذلك له وإن كان واجب الوقوع بوعد الله تعالى إظهار شرفه [ ص: 424 ] وعظم منزلته