وإن كانوا أفضل من الرجال لعلم أو نحوه خلافا ( ويقف خلفه الرجال ثم ) إن تم صفهم وقف خلفهم ( الصبيان ) للدارمي ومن تبعه ، فإن لم يتم صف الرجال كمل بالصبيان لأنهم من الجنس ، أما إذا كان تاما لكن كان بحيث لو دخل الصبيان معهم فيه لوسعهم فالأوجه تأخرهم عنهم كما اقتضاه إطلاق الأصحاب خلافا للأذرعي ، وبذلك علم أن كلامنا الأول غير فرض الأذرعي ، ولو حضر الصبيان أولا لم ينحوا للبالغين لأنهم من الجنس بخلاف غيرهم ، ثم الخناثى وإن لم يكمل صف من قبلهم ( ثم النساء ) كذلك لخبر " ليليني " بتشديد النون بعد الياء وبحذفها وتخفيف النون { مسلم } أي البالغون العقلاء { منكم أولو الأحلام والنهى } ثم الذين يلونهم ثلاثا [ ص: 194 ] أولها ثم الذي يليه وهكذا ، وأفضل كل صف يمينه وإن كان من باليسار يسمع الإمام ويرى أفعاله خلافا لبعضهم حيث ذهب إلى أنه أفضل حينئذ من اليمين الخالي من ذلك معللا له بأن الفضيلة المتعلقة بذات العبادة مقدمة على المتعلقة بمكانها . وأفضل صفوف الرجال
ويرده أن في جهة اليمين كالأول من صلاة الله تعالى وملائكته على أهلهما ما يفوق سماع القراءة وغيره ، ولما في الأول أخذا مما مر من توفير الخشوع ما ليس في الثاني لاشتغالهم بمن أمامهم ، والخشوع روح الصلاة فيفوق سماع القراءة وغيره أيضا فما فيه متعلق بذات العبادة أيضا .