فصل
المعاصي تخرج العبد من دائرة الإحسان
ومن عقوباتها : أنها وتمنعه من ثواب المحسنين ، فإن الإحسان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي ، فإن من عبد الله كأنه يراه ، لم يكن كذلك إلا لاستيلاء ذكره ومحبته وخوفه ورجائه على قلبه ، بحيث يصير كأنه يشاهده ، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعصية ، فضلا عن مواقعتها ، فإذا خرج من دائرة الإحسان ، فاته صحبة رفقته الخاصة ، وعيشهم الهنيء ، ونعيمهم التام ، فإن أراد الله به خيرا أقره في دائرة عموم المؤمنين ، فإن عصاه بالمعاصي التي تخرجه من دائرة الإيمان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم : تخرج العبد من دائرة الإحسان فإياكم إياكم ، والتوبة معروضة بعد . لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه فيها الناس أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن