قال شيخ الإسلام : ( باب المعاينة ) قال الله تعالى : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل .
قلت : مفاعلة من العيان ، وأصلها من الرؤية بالعين ، يقال : عاينه إذا وقعت عينه عليه ، كما يقال : شافهه إذا كلمه شفاها ، وواجهه إذا قابله بوجهه ، وهذا مستحيل في هذه الدار أن يظفر به بشر . المعاينة
وأما قوله : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل فالرؤية واقعة على نفس مد الظل ، لا على الذي مده سبحانه ، كما قال تعالى : ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ، وقوله تعالى : ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل فهاهنا أوقع الرؤية على نفس الفعل ، وفي قوله : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل أوقعها في اللفظ عليه سبحانه ، والمراد : فعله من مد الظل ، هذا كلام عربي بين معناه ، غير محتمل ولا مجمل ، كما قيل في العزى :
كفرانك اليوم لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
[ ص: 231 ] وهو كثير في كلامهم ، يقولون : رأيت الله قد فعل كذا وكذا ، والمراد رأيت فعله ، فالعيان والرؤية : واقع على المفعول لا على ذات الفاعل وصفته ولا فعله القائم به .