فصل في لزوم إياك نعبد لكل عبد إلى الموت
قال الله تعالى لرسوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وقال أهل النار وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين واليقين هاهنا هو الموت بإجماع أهل التفسير ، وفي الصحيح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما عثمان بن مظعون عثمان فقد جاءه اليقين من ربه أي الموت وما فيه ، في قصة موت بل عليه في البرزخ عبودية أخرى لما يسأله الملكان من كان يعبد ؟ وما يقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ويلتمسان منه الجواب ، وعليه عبودية أخرى يوم القيامة ، يوم يدعو الله الخلق كلهم إلى السجود ، فيسجد المؤمنون ، ويبقى الكفار والمنافقون لا يستطيعون السجود ، فإذا دخلوا دار الثواب والعقاب انقطع التكليف هناك ، وصارت عبودية أهل الثواب تسبيحا مقرونا بأنفاسهم لا يجدون له تعبا ولا نصبا . فلا ينفك العبد من العبودية ما دام في دار التكليف ،
ومن ، فهو زنديق كافر بالله [ ص: 125 ] وبرسوله ، وإنما وصل إلى مقام الكفر بالله ، والانسلاخ من دينه ، بل كلما تمكن العبد في منازل العبودية كانت عبوديته أعظم ، والواجب عليه منها أكبر وأكثر من الواجب على من دونه ، ولهذا كان الواجب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل على جميع الرسل أعظم من الواجب على أممهم ، والواجب على أولي العزم أعظم من الواجب على من دونهم ، والواجب على أولي العلم أعظم من الواجب على من دونهم ، وكل أحد بحسب مرتبته . زعم أنه يصل إلى مقام يسقط عنه فيه التعبد