( حدثنا ، حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري معن ، حدثنا مالك ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، ، فإذا بقي من قراءته ) أي : من مقروئه ( قدر ما يكون ثلاثين ) أي : مقدار ثلاثين ، وفيه إشارة إلى أن الذي كان يقرأه قبل أن يقوم أكثر ; لأن البقية تطلق في الغالب على الأقل ( أو أربعين آية ) يحتمل أن يكون شكا من الراوي عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي جالسا ، فيقرأ وهو جالس عائشة أو ممن دونه ، ويحتمل أن يكون من كلام عائشة إشارة إلى أن ما ذكرته مبني على التخمين تحرزا عن الكذب أو إشارة إلى التنويع ; بأن يكون تارة إذا بقي ثلاثون ، وتارة إذا بقي أربعون ( قام فقرأ وهو قائم ) بضم الهاء ويسكن ، والجملة حالية أي : حال كونه مستقرا على القيام ، فالقيام مقدم في الحدوث على القراءة ، ومقارن لها في البقاء ( ثم ركع وسجد [ ص: 98 ] ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك ) قال ميرك : في هذا الحديث رد على من اشترط على من افتتح النافلة قاعدا أن يركع قاعدا أو قائما أن يركع قائما ، وهو محكي عن أشهب ، وبعض الحنفية ، وحجتهم فيه الحديث الذي بعده من رواية عبد الله بن شقيق ، عن عائشة ، وهو حديث صحيح الإسناد ، وأخرجه مسلم أيضا لكن لا يلزم منه ما دل عليه هذه الرواية فيجمع بينهما ; بأنه كان يفعل كلا من ذلك بحسب النشاط ، وعدمه وقد أنكر عن هشام بن عروة عبد الله بن شقيق هذه الرواية ، واحتج بما رواه هو عن أبيه يعني موافقا لرواية أبي سلمة عنها أخرجه بن خزيمة في صحيحه عنها ثم قال : لا مخالفة عندي بين الخبرين ; لأن رواية عبد الله بن شقيق محمولة على ما إذا قرأ بعضها جالسا ، وبعضها قائما والله أعلم .