( حدثنا ) : بفتح ميم فكسر نون فعين مهملة ، أحمد بن منيع أبو جعفر الأصم ، ثقة ، حافظ ، روى عنه أصحاب الصحاح . ( أخبرنا أبو قطن ) : بقاف فمهملة مفتوحتين في آخره نون ، اسمه عمرو بن الهيثم بن قطن البصري ، قدري إلا أنه صدوق ثقة ، أخرج حديثه الأئمة الستة . ( حدثنا شعبة عن أبي إسحاق ، عن قال : البراء بن عازب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا بعيد ما بين المنكبين ) : تقدم في الباب الأول مشروحا ، والمقصود منه هاهنا قوله : ( وكانت جمته تضرب شحمة أذنيه ) : أي معظمها يصل إلى الشحمة وبقيتها إلى المنكبين ، وقد مر بيان أن ذلك كان لاختلاف الأوقات أو الجهات ، فلا ينافي أن الجمة من الشعر ما سقط على المنكبين ، وقيل : لم يرد بالضرب البلوغ والانتهاء بل أراد أنه كان يرسلها إلى أذنيه ومحاذاتهما يحتمل أن يقال الجمة في هذا الحديث بمعنى الوفرة كما ذهب إليه من أنهما مترادفان وأن الجمة هي الشعر إلى الأذن ، ووقع في ديوان الأدب أن الجمة هي الشعر مطلقا الزمخشري