قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم وما الفضل إلا لمن يحسن إلى من أساء إليه، فأما مجازاة الإحسان إحسانا، فهو المساواة في الأخلاق، فلربما استعملها البهائم في الأوقات، ولو لم يكن في الصفح، وترك الإساءة خصلة تحمد إلا راحة النفس، ووداع القلب لكان الواجب على العاقل أن لا يكدر وقته بالدخول في أخلاق البهائم بالمجازاة على الإساءة إساءة، ومن جازى بالإساءة إساءة فهو المسيء، وإن لم يكن بادئا. أغنى الناس عن الحقد من عظم عن المجازاة، وأجل الناس مرتبة من صد الجهل بالحلم،
كما أنشدني الكريزي:
أسأت، وأنكرت أني أسأت فأفضل، ولا تك عين المسي لك الفضل بالعفو عما عفوت
وإلا فأنت القرين السوي وعفوك مقتدرا نعمة
وعفو المندد غير الهني
سمعت محمد بن عثمان العقبي، قال: سمعت هلال بن العلاء الباهلي يقول: وذهبت إلى هذه الأبيات: جعلت على نفسي منذ أكثر من عشرين سنة أن لا أكافئ أحدا بسوء،
لما عفوت، ولم أحقد على أحد أرحت قلبي من غم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه كأنما قد حشي قلبي محبات