أنبأنا عمرو بن محمد الأنصاري ، حدثنا الغلابي ، حدثنا قال: كتب ابن عائشة، إلى الحجاج عبد الملك: "إنك أعز ما تكون أحوج ما تكون إلى الله، فإذا تعززت بالله فاعف؛ فإنك به تعز، وإليه ترجع".
[ ص: 168 ] قال - رضي الله عنه - : الواجب على العاقل أبو حاتم رجاء عفو الله - جل وعلا - عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه؛ لأن صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب وإن انتقم كان إلى الندم أقرب، فأما من له أخ يوده، فإنه يحتمل عنه الدهر كله زلاته. لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالم بأسرهم؛
ولقد أخبرني محمد بن المنذر ، حدثنا أحمد بن داود التمار، قال: سمعت مردويه الصائغ يقول: سمعت يقول: الفضيل بن عياض قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: لأن الأخ الذي آخيته في الله ليس يزل سبعين زلة. احتمل لأخيك إلى سبعين زلة،
أنشدني علي بن محمد البسامي:
إذا لم تجاوز عن أخ لك عثرة فلست غدا من عثرتي متجاوزا وكيف يرجيك البعيد لنفعه
إذا كان عن مولاك برك عاجزا