879 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن العباس ، ثنا أحمد بن يونس بن المسيب ، (ح) وأنبأ محمد بن يعقوب أبو عبد الله ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان أبو إسحاق السعدي ، قال : ثنا ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ، أبو حيان التيمي ، (ح) وأنبأ أبو علي الحسين بن علي ، ثنا ثنا الحسن بن عامر ، ثنا عبد الله بن محمد العبسي ، ثنا محمد بن بشر العبدي ، أبو حيان التيمي ، عن أبي زرعة بن عمرو ، عن قال : أبي هريرة ، آدم ، فيأتون آدم ، فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ ، فيقول آدم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحا عليه السلام ، فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل إلى الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى إلى ما بلغنا ؟ ، فيقول لهم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى إبراهيم . فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ ، فيقول لهم إبراهيم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى ، فيأتون موسى عليه السلام ، فيقولون : يا موسى ، أنت رسول الله ، فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ ، فيقول لهم موسى : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى عيسى ، فيأتون عيسى عليه السلام ، فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمت الناس في المهد وكلمة منه ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ ، فيقول لهم عيسى : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب [ ص: 849 ] قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، ولم يذكر له ذنبا ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتون محمدا عليه السلام فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم النبيين ، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ ، فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ، ثم يفتح الله لي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ، ثم قال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، يا رب أمتي أمتي ، فيقال : يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، والذي نفس محمد بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة ، وهجر ، وكما بين مكة ، وبصرى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فدفع إليه الذراع وكان يعجبه فنهس منها نهسة ، فقال : " أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون بم ذاك ؟ ، يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم [ ص: 848 ] الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ، ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ، ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم ؟ ، فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا " . رواه جرير ، ويحيى بن سعيد ، ا ه وعبد الله بن المبارك .