42 - ذكر المثل الذي ضربه الله والنبي صلى الله عليه وسلم للمؤمن والإيمان .
قال الله عز وجل : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) ، فضربها مثلا لكلمة الإيمان وجعل لها أصلا وفرعا وثمرا تؤتيه كل حين " فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت " ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هي النخلة " ، ابن عمر : ثم فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بسنته إذ فهم عن الله مثله فأخبر أن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن معنى هذا المثل من الله ، فوقعوا في شجر البوادي ، فقال فالذي سمى الإيمان التصديق هو الذي أخبر أن الإيمان ذو شعب فمن لم يسم الأعمال شعبا من الإيمان ، كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم ويجعل له أصلا وشعبا كما جعله الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما ضرب الله المثل به كان مخالفا له وليس لأحد أن يفرق بين صفات النبي صلى الله عليه وسلم للإيمان فيؤمن ببعضها ويكفر ببعضها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان بدأ بالشهادة ، وقال الإيمان ذو شعب أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله فجعل أصله الإقرار بالقلب واللسان وجعل شعبه الأعمال لوفد عبد القيس : ، فبدأ بالشهادة وهي الكلمة أصل الإيمان ، والشاهد بلا إله إلا الله هو المصدق المقر بقلبه يشهد بها لله بقلبه ولسانه يبتدئ بشهادة قلبه والإقرار به ، ثم يثني بالشهادة بلسانه والإقرار به بنية صادقة يرجع بها إلى قلب مخلص فذلك المؤمن المسلم ليس كما شهد به المنافقون إذ قالوا : ( " أتدرون ما الإيمان ؟ " نشهد إنك لرسول الله ) ، قال الله : ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) . ا هـ .
[ ص: 351 ] فلم يكذب قولهم ولكن كذبهم من قلوبهم ، فقال : ( والله يعلم إنك لرسوله ) ، كما قالوا ، ثم قال ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) فكذبهم ، لأنهم قالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم . ا هـ .
فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه ، وهو الإيمان والإسلام الذي احتجز به المنافقون من القتل والسبي هو الاستسلام وبالله التوفيق . ا هـ .