بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده وصلى الله على محمد وآله وسلم
1 - ذكر ما يدل على أن الإيمان الذي أمر الله عز وجل عباده أن يعتقدوه ، ما سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلم أصحابه أمر دينهم .
1 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الحافظ أسعده الله . قال أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ، ثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، أنبأ كهمس [ ص: 117 ] بن الحسن ، عن عن عبد الله بن بريدة ، قال : كان يحيى بن يعمر أول من تكلم في القدر هاهنا ، يعني معبد الجهني بالبصرة ، قال : فانطلق يحيى بن يعمر ، وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، شك كهمس ، فقالوا : لو لقينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسأله عن هذا الأمر ، قال فوقع لنا يحيى بن يعمر : وهو داخل المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي ، أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره . قال : فظننت أن صاحبي سيبدأ بالكلام ، قال : فقلت : عبد الله بن عمر أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم ، وهم [ ص: 118 ] يزعمون أن لا قدر ، إنما الأمر أنف . فقال إذا لقيتهم فأخبرهم أني بريء منهم ، وأنهم براء مني ، والذي يحلف به ابن عمر : عبد الله لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ، فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم قال أخبرني ابن عمر : قال : عمر بن الخطاب محمد أخبرني عن الإسلام ، قال : " تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " ، قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : أخبرني عن الإيمان ، قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره " ، قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ، قال : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه . فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، قال : فأخبرني عن الساعة ، قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أماراتها يعني أعلامها ، فقال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " ، قال : ثم انطلق . فلبثت ثلاثا ، ثم قال : " يا عمر أتدري من [ ص: 119 ] السائل ؟ " ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنه جبريل عليه السلام جاءكم يعلمكم دينكم " . بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبته ووضع كفيه على فخذيه ، ثم قال : يا
[ ص: 120 ]