السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شيوخي الأفاضل، شكر الله لكم سعيكم، واعذروني على أفكاري غير المرتبة، فإني لا أستطيع التفكير بوضوح في المدة الأخيرة، واعذروني إن أطلت عليكم فلا يوجد إنسان أتحدث إليه والتجأت إليكم.
لم أعد أستشعر الحرام، لا زنا ولا خمر، ولا أي حرام أقترفه لا أحس بأي ذنب، بل أصبحت هذه المعاصي هدفا لي، الماضي أحاط بي، ولا أجد سبيلا للهروب، أفكاري تدور طوال اليوم حول الماضي حتى أني لم أعد أستطيع التواصل مع الناس، ولا أجد نوما إلا بعض السويعات القليلة، حالتي النفسية متدهورة جدا، ودراستي تأثرت من ذلك.
كنت أعرف فتاة رخيصة، لم أكن أريدها، الا أن الشيطان أوقعني وتعلقت بها، فتحولت حياتي معها إلى جحيم، منذ 3 أشهر استجمعت ما بقي لي من قوة ونخوة، وأجبرت نفسي على فراقها، ومن هناك بدأت معاناتي، فقد أحسست بفراغ كبير، فأصبحت أبحث عن الفتيات بأي ثمن كان، ثم إذا كنت في عزلة، أتعذب شوقا إلى الفتاة الأولى.
بعد مدة من الزمن فكرت أنه لا ملجأ ولا ملجأ إلّا إلى الله، وهرعت إلى الصلوات والطاعات، وحاربت الشيطان بكل ما أعرف، وكلما ذكرني بالماضي كنت أسبّح كذا مرة حتى لا يعود لي بمثل تلك الأفكار، إلا أني في الأخير أنهار كل مرة؛ لأني ربما مفتون، ولن يسعد قلبي سوى الحرام.
تلك الفتاة اتصلت بي منذ أيام، وعلمت أنها أصبحت تبيع بدنها وأنها تعيش سعيدة، وأصبحت تملك المال، فعوضاً أن أستحقرها وأسعد أني ابتعدت عنها انهرت نفسانيا، وآلمني ذلك، ولكني لا أجد تفسيرا لماذا أتألم بما تقترفه هي!
لم أعد أستطيع الثبات على الدين! همي الوحيد أن أرى أني سعيد، وأعرف فتيات كثيرات.. إلخ.
الآن أعلم أن كل ما ذكرته سخيف وتافه وخطأ، بل ومثير للسخرية، إلا أني هذا ما أعيشه وهذا واقعي الذي أريد أن أغيره، ولكن كيف وأنا لا أستطيع أن أستشعر الحرام في قلبي، وعوضاً أن أحتقر الزناة ومعاقري الخمر أحسدهم، وإن استقمت وحفظت حدود الله، أحس بالفراغ والقلق والملل وأن حياتي تافهة لا معنى لها.
أنا لن أرجع للماضي وللكبائر والمومسات، ولكني أريد شعورا في قلبي يعينني على الثبات، أريد أن أكره الحرام، وأن لا أحزن أني ابتعدت عنه، مع العلم أني منذ أن ابتعدت عن كل ذلك ومنذ أن فارقت تلك الفتاة الساقطة، تراجعت ثقتي بنفسي كثيرا! وأصبحت أحس أني ضعيف ولا مكانة لي عند الناس بعد أن كنت أصول وأجول مهابا.
هل هو غضب الله ولعنته؟ هل طُبع عليّ قلبي؟ هل هي مسألة وقت؟ أنا في حيرة من أمري.
شيوخي، أنا أعاني كثيرا، ولم أتحدث مع أحد لذلك أطلت عليكم، فلا تؤاخذوني بارك الله فيكم، وانصحوا لي، وأجركم على الله.