السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 17 سنة، والحمد لله أول سنة أرى فيها حياتي بعد 3 سنين من التذمر والتدهور، وتذكرت أعمالاً كنت أعملها من قبل، والعياذ بالله، كدت أنسى نفسي!
لقد كنت أبكي بكاءً شديداً وأندم ولا أقوم عن السجادة والقرآن، وأدمع دمعاً شديداً، وجاءني ضيق، حتى أفكر في الانتحار، ثم أتراجع لأني خائف من الرحمن، ولأنه قال: (ولا تقتلوا أنفسكم) ومتردد لأني لا أقوى على العذاب.
لا دراسة مثل الناس، ولا مذاكرة ولا تركيز، بل ندم فوق ندم حتى في رمضان كنت أصلى العصر وأقرأ قرآناً إلى الإفطار، وكل ما أرى آية تذكر بالعذاب أحزن وأدمع، حتى إني كنت أحضر التهجد، وأستمع لآيات التوبة ولا أقتنع، وأتمنى أن محمداً صلى الله عليه وسلم أمامي لأحضنه وأقول له: بشرنا بما عند الله!
أحس أن الناس كلهم يكرهونني، أحس أن الرسول يكرهني، وأقول: لعل الرسول يكرهني وكذلك الله يكرهني بسبب ذنوبي، ولا أدري هل الندم هذا لأني رأيت العذاب في الدنيا أم ندم توبة إلى الله.
رغم أني كنت أعمل المعصية وبعدها ركعتين فقط، بعد المعصية، وفي آخر أيامي تركتها، وأقول أنا أكثرت في المعصية، ولن يغفر لي حتى ولو صليت، وكنت أقول: إني شقي!
صرت أعاني معاناة شديدة، علماً أني قبل الندم قررت الذهاب إلى المسجد، وبعدها أحسست وكان واحداً من الناس ينضح بالماء في وجهي، هل الله سيغفر لي؟ وهل سيسترني ولا يخزيني عند المؤمنين؟ لدي خوف من أن أفضح عند محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام.
رغم الحب الذي في قلبي لله عز وجل، أحسه سيغفر لي ويرحمني، وأقول: محمد صلى الله عليه وسلم بشر لا يرضى بعملي فأنا منبوذ.
لا أحس بطعم اللعب، وأحس أني لو دخلت الجنة إن شاء الله سأكون وحدي لا أحد يكلمني، وهل الله سيعطينا الفردوس؟ لأني أحببتها، وأحب أن أكون مع الرسول، فأخلاقي مع الناس –الحمد لله- حسنة، ولكن مع نفسي والشيطان والعياذ بالله، سيئة.
علماً أني أغار جداً حين أرى واحداً أصغر مني أو بمستواي يعبد الله أكثر، وأقول ليتني كنت مثله!
شكراً لكم.