السؤال
السلام عليكم
أرجو الرد بسرعة؛ لأنني في حيرة شديدة من أمري.
منذ زمن أدمنت العادة السرية، ولم أكن على علم بها، لكن كان هناك شعور داخلي بأني لا أفعل الصواب، فكنت أعاهد ربي على عدم الرجوع وأتوب له، لكني كنت للأسف أعود مرارا وتكرارا إلى أن عرفت أنها شيء محرم، فابتعدت عنها، لكن النفس الأمارة بالسوء وضعف الطبيعة البشرية جعلتني أعود لها، ولكن على فترات متباعدة جدا.
في كل مرة كنت أتوب فيها أذكر العهود التي عاهدت الله فيها بأن لا أعود، وأشعر أن ذنوبي قد بلغت عنان السماء، وأني تجرأت على رب هو قادر أن يخسف بي بطرفة عين {إن تعذبهم فإنهم عبادك} ليس هذا فحسب، بل أيضا أبارزه بكثرة العهد بيني وبينه وإبطال التوبة، بات شعور من الأسى يرافقني، ليس شكا بأن الله سيغفر لي، بل لعظم ما أفعل، فأنا أشعر أني منافقة يراني الناس بصورة حسنة، ولا يدرون أي شيطان متمثل خلف هذا القناع.
في آخر مرة عاهدت الله أن لا أعود، وتبت توبة أسأل ربي أن تكون نصوحا، وأسأله أن يثبتني ويقويني على نفسي وشيطاني، والله وحده أعلم كم هاجس الذنب يؤرقني، ويفت في عضدي، ويضنك لي عيشي، لكني أسأل ربي أن يغفر لي ويسامحني.
بدأت بحفظ القرآن الكريم منذ زمن، وبفضل الله أتممت المرور على كل سورة، إذ لم يحدث أن هناك سورة لم أحفظها بيوم من الأيام، لكني لا أستطيع أن أسمي نفسي حافظة، فقد نسيت كثيرا منها، وكل ما أبدأ بخطة مراجعة وتثبيت حفظي، أشعر أن الأمور تتعرقل، فأخاف كثيرا من كدر ذاك الذنب، وأن الله قد حرمني من حمل كتابه، إذ أني لا أستحقه بسبب شهوة تسيطر عليّ.
وغير ذلك الخوف العظيم من الذنب، وتكرار العودة، والشعور بالطرد من جميع خيرات الله، بات شعور بالقلق يساورني، فأنا أحفظ حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: (من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه)، وبات هذا يشكل قلقا كبيرا لي، فها أنا قد بدأت في سن الـ24 ، ولم يتقدم أحد لخطبتي، رغم أني أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح تقربا إليه، ولأقوم بدور خلافتي في الأرض، وكأي أنثى أريد كل تفصيلات الحب بالحلال، وبما يرضي الله، وأيضا كبح جماح الشهوة بالحلال، وأن يكون لي ذرية صالحة أربيها كما يحب الله، ولكن يبقى الأمر يحز بخاطري إذ أني أفكر هل يا ترى سأحرم من لذة الحلال إذ أني استعجلت عليها بالحرام؟
هل سيحرمني الله من الزواج إذ تجرأت بالمعصية، واستشعرت اللذة بطريقة لا يرضاها الله، فكنت من المعتدين، رغم أن الله يعلم أني لا أحاول فعل أي شيء "كمخاطبة الرجال أو التعامل معهم بشكل ملفت" لاستجلاب رجل يحبني أو ما شابه! فأنا أخاف الله رغم أني كنت أعمل ذلك الذنب العظيم.
آسفة على الاطالة، لكن يشهد الله أن الموضوع قد سيطر على تفكيري ومنعني من الدراسة، وأنا الآن قريبة جدا من الامتحانات المصيرية أخشى من غضب الله من عقوبته وانتقامه، ولا أستطيع البوح لأحد من أهلي أو صديقاتي بهذا السر الدفين إذ أشعر نفسي بالنسبة لهم ما أنا إلا شيطانة أفعل مالا يفعله أحد!
أرجوكم أفتوني في أمري أشعر أن حياتي في تدهور، شعور القلق والشك والخوف أصبح أقرب لدي من الاكتئاب.
أسأل الله أن يثبتنا ويلهمنا إلى طريق الرشد، والله ولي التوفيق.