السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أرجوكم أنقذوني من الانحراف. أنا شابٌ أدرس في الجامعة في كلية العلوم، بدأت دراستي هذا العام بروح العطاء والجد؛ لأني شابٌ ملتزم، أقوم بواجباتي على أكمل وجه. ومما لا يخفى عليكم أني بدأت هدا العام وفتاة تطاردني بنظراتها دوماً، حتى وقعت في شباكها، والآن أنا أحبها حباً جنونياً، هي فتاة ملتزمة خجولة، ولا أعرف ماذا أفعل. هل أعبر عن شعوري لها، أم أن هذا حرامٌ في الإسلام؟ أنا حيران، أصلي وأدعو الله، ولكن تسرب هذا المرض إلى عقلي وتركيزي، وأحس بأن قلبي سيخرج من صدري، ولا أدري ما أفعل. أصبحت كالسكران، ولا أعرف حتى ماذا أقول. انهارت قواي، هل هذا امتحان رباني أم ماذا؟ أنا لم أظلم أحداً، ولا أزني ولا أشرب الخمر، وأنا لا أريد أن أعصي ربي، حتى هي وكما يبدو لي أنها تحبني، ورغم كل هذا لا أعيرها اهتماماً رغم محاولاتها، ولكن المشكلة أني أحبها بجنون.
أعتذر على تشتت الأفكار لأنها من أعراض هذا الحب. إني أنتظر ردكم بفارغ الصبر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يوفقك في دراستك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير في دينك ودنياك.

وبخصوص ما ورد في رسالتك: فالذي حدث لك إنما هو نتيجة طبيعية لمخالفة أوامر الله تعالى في غض البصر، وهذا هو شؤم المعصية أخي سفيان! فلو أنك التزمت شرع الله في غض البصر ما حدث لك هذا. فهذا درسٌ عملي لك؛ حتى تأخذ بالأحوط مستقبلاً في حياتك، ولا تستهين بالمعصية حتى وإن كانت من الصغائر. وهذه الأخت مشكلتها نفس مشكلتك، ولابد أن تعاني نفس معاناتك، وإني لأعجب كيف يكون الشخص ملتزماً ويحرص على مخالفة أوامر الله ورسوله، ويصر على ذلك! وعموماً -أخي سفيان!- حل هذه المشكلة يكمن في الحل الشرعي وهو الزواج، فإذا كنت ترى أنها تصلح أن تكون زوجةً لك من حيث الخلق والدين فتوكل على الله، وتقدم إليها ما دمت لا تستطيع أن تستغني عنها، وهذا هو أفضل علاج، ولا علاج أفضل منه.
والحل الثاني: أن تترك هذه الكلية، وأن تنتقل إلى كليةٍ أخرى؛ حتى لا تراها ولا تراك، وأن تكثر من الدعاء أن يعينك الله، وأن يوفقك لنسيانها؛ لأن هذا الداء سيحرمك التفوق العلمي والاستقرار النفسي، ولم ولن يخلصك منه إلا التوبة والتضرع إلى الله والإقبال عليه، والإكثار من الأعمال الصالحة، وشُغل نفسك واستغلال كل أوقات فراغك في أشياء هادفة أو مفيدة لك أو للناس من حولك.

ولابد لك من عزيمة وإصرار على التخلص من هذا، والحرص على عدم التعرض لها أو النظر إليها، مع ما سبق ذكره في الحل الثاني.
فانظر في الحل الأول فهو أفضل الحلول، وإلا فعليك بالحل الثاني، وهو الهروب من وجهها تماماً، مع الالتزام ببنود الحل، ولا يلزم من الزواج الدخول، وإنما يكفي حتى مجرد العقد عليها.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق للذي هو خير.