السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلة تقلقني جداً، وهي: أني شاب متدين، ومن عائلة مثقفة ومتدينة، وعندي صحبة صالحة ولله الحمد، وأنا مشرف في مكتبة، ومشرف في أحد النوادي الصيفية، ومشترك في حلقة قرآن، وأحب هذا الدين حبا عظيما، وأحب أن أتفقه فيه، أو أتعلم منه شيئا، ولكن يا شيخ عندي مشكلة تقلقني جداً، وهي: افتتاني بالنساء، هذا الزمن فيه من الفتنة بالنساء الشيء العجاب أينما تذهب، فتفتن في النت، وفي السوق قد تفتن، ولله الحمد أغض بصري في غالب الأحيان، ولكن المشكلة أني قد أنجرف وراء فتنتي، وأشاهد هذه المقاطع المخزية، وأنا أعرف مدى خطورتها وعظم الإثم، ثم أتوب توبة نصوحا، ثم أفتن، ثم أتوب توبة نصوحا، ثم أفتن ثم أتوب .. وهكذا.
تراودني بعض الأسئلة، وهي هل أنا ضعيف الإيمان؟ هل هذا يتعارض مع إيماني وحبي للدين؟ أو هل أنا منافق؟ هل أحصل على أجر أكثر من الذين عاشوا في السابق عندما أمتنع عن مشاهدات النساء؛ لأن المغريات والفتن أكثر من السابق.
أتساءل .. كيف أربي طلابا وأعلمهم وأقول لهم قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا في هذا الوضع المخزي؟!
صدقني يا شيخ أني أفتن فتنا عظيمة في النساء، لا يعلم بها إلا الله وحده، ويتقطع قلبي عندما أمتنع عن مشاهدتها، ومع ذلك الحمد لله في غالب الأحيان أغض البصر، صدقني الآن يا شيخ في هذا العصر الفتن في كل مكان، وبالذات فتنة النساء صعبة جداً، وعندما أمنع نفسي من المشاهدة كأني قابض على جمرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى! وها أنا وقعت في المشكلة مرة أخرى، ومتحسر ومتندم على كل ما فعلته، وعادة إذا فعلت هذا الفعل أندم عليه أشهرا، ويضايقني جداً، أريد توجيها وإرشادا وتعليقكم.
أريد أن تريحني لأن ظلمة المعصية تؤثر في وأستشعر ظلمتها وقسوتها في قلبي، وأعلم أن الله غفور رحيم، كريم سبحانه، يقبل توبة العبد مهما بلغ من الذنوب، ولكن أريد توجيها من سماحتكم على ما يجري لي، طبعا فكرت بالزواج، ولكن أنا طالب في كلية، ويصعب علي الزواج في هذا الوقت لعدم وجود دخل كافٍ، وحسب علمكم معوقات الزواج في هذا الوقت كثيرة، الموضوع جداً يحيرني.