السؤال
السلام عليكم
أنا شاب كان عملي ميسراً للغاية، وبعد عقد الخطبة تم تعذر الحال للغاية، وكلما حددت ميعاد الزواج يحدث شيء أو يموت أحد أقاربي! للعلم أن التي عقدت عليها هي من أقاربي.
لكم جزيل الشكر.
السلام عليكم
أنا شاب كان عملي ميسراً للغاية، وبعد عقد الخطبة تم تعذر الحال للغاية، وكلما حددت ميعاد الزواج يحدث شيء أو يموت أحد أقاربي! للعلم أن التي عقدت عليها هي من أقاربي.
لكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
- لا تخلو الحياة -أخي الحبيب- من كدر يمر به المرء، هي كذلك دار حزن وكدر، وقد قال الشاعر:
حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار ** مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ
بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً ** حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ
طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا ** صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ
ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا ** متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ
وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا ** تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ
فالـعـيـشُ نــــومٌ والـمـنـيَّـةُ يـقـظــةٌ ** والــمــرءُ بيـنـهـمـا خــيــالٌ ســــارِ
هذه طبيعة الحياة لمن تأملها، فلا عجب أن يكون فيها صحة يعقبها مرض، وغنى يعقبه فقر، وحياة يعقبها موت.
المؤمن الحق -أخي الحبيب- إذا وقع في البلاء كان أول اهتمامه النظر في أعماله لا في آماله، فإن المصائب من كسب أيدينا (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) فالصالح إذا وقع في المعصية فتش ابتداء عن نفسه، هذا سيد العباد والتابعين الحسن البصري كان يعرف ذنبه لمصائب تقع عليه، يقول رحمه الله: " والله إني لأعلم ذنبي في خلق زوجتي وفي خلق دابتي" وكان بعض السلف إذا وجد من يتسلط عليه علم أنه ما تسلط عليه إلا بذنبه، أغلظ رجل على أحد السلف فقال له: قف حتى أدخل البيت، ثم أخرج إليك، فدخل وسجد لله وتضرع إليه وتاب، وأناب إلى ربه، ثم خرج إليه فقال له: ما صنعت؟ فقال: تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به عليّ".
-إذا علم حسن حاله مع الله ونزلت المصائب عليه فليعلم أنها رحمة من الله يريد بها رفع درجاته وتكفير ذنوبه.
- الزعم بأن ما حدث جراء هذه الفتاة وهي قريبتك قد يفسره الجانب الآخر (خطيبتك) نفس تفسيرك أنت، وهذا خطأ، فلا علاقة البتة بين هذا وذاك.
- إذا كانت الفتاة صاحبة دين وخلق وكنت قد استخرت الله عز وجل وتوكلت عليه، فلا تعبأ بهذا الأمر ولا بذاك التفسير، وفتش عن أخطاء نفسك وعن تقصيرك أنت.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، والله المستعان.