السؤال
السلام عليكم
إذا واجهني تأنيب الضمير، فكيف السبيل للتخلص منه؟
السلام عليكم
إذا واجهني تأنيب الضمير، فكيف السبيل للتخلص منه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحيي قلوبنا ويحقق الآمال.
جميل أن تكون للإنسان نفس لوامة، والمهم هو أن يكون لومها في مكانه الصحيح، وبمقداره الصحيح، وأن تكون قاعدة اللوم منطلقة من التحسين والتقبيح الذي يوافق الشرح الحنيف، وعند ذلك ستكون المحاسبة للنفس على تقصيرها في جنب الله، ومن لامت نفسها وأنبتها على أخطائها قلت عندها الأخطاء، وخف عليها الأمر غدا، ونالت أعلى الرتب عند الله.
أما إذا كان تأنيب الضمير جلدا للذات، ومحاصرة للنفس؛ فإن هذا مما ينبغي أن يتخلص منه، وهو كما قال الغزالي: "مثل من لدغته عقرب وبدل أن يهرب وقف في مكانه، وقال كيف ولماذا ومن أين؟ والعقرب تكرر له اللدغ".
وأبلغ من ذلك في التمثيل والتوضيح ذاك الذي يلوم نفسه: "لو أني فعلت كذا كان كذا"، فهو يتأسف ويتأفف ويبكي على اللبن المسكوب، ولو أنه أخذ بالحزم، وانصاع للشرع، وقال قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
ومن هنا يتضح أن تأنيب الضمير مقبول ونافع ومفيد إذا كان بمقداره الصحيح، وفي مكانه الصحيح، ولم يكن فيه اعتراض على قضاء الله وقدره، وكان حاملا على تدارك الخلل وتحسين العمل، وكان الباعث له الحياء والخوف من الله.
وكنا نتمنى أن تعرضي لنا نماذج ليقوم حكمنا عليها، ونتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت، ونكرر الشكر على فكرة السؤال، وندعوك إلى إعطاء كل مسألة حجمها المناسب، وتذكري أن الحياة قطار مسرع لا يتوقف إلا عند المحطات الكبيرة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.