السلام عليكم

بعد تخرجي من المعهد المهني للهندسة عملت في منشأة لمدة سنتين، وبعدها تغيرت حياتي فبدأت أترك الصلاة ليس كلها، وإنما بعض الفروض، وذلك كان بعذر ضغط العمل، استمررت على هذه الطريق لفترة وتركت تقريبا كل الفروض ومنها الجمعة، واتجهت إلى المحرمات مثل العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية، ومن مثل هذ الأشياء.

كان مبرر هذه الأعمال شعوري أني أعيش في غلط، وهو أني أعمل في مكان تكثر فيه المغريات من النساء بسبب طبيعة عملي، فأقول هذا أفضل من أن أتجه للزنا والعياذ بالله، المهم أكملت السنتين وخرجت من هذه المنشأة من أجل مواصلة دراستي، والعودة إلى الله ربي.

تركت أهلي وانتقلت إلى مدينة ثانية التحقت بالمعهد العالي، ووجدت هناك ما كان وبشكل أكبر والمدينة التي انتقلت إليها كانت أكثر انفتاحا من التي قبلها، وانذهلت عندما أدركت أني في منشأة دراسية أقل ما توصف بالفاشلة، بالرغم من أنها مشهورة على مستوى البلاد، أحبطت بعد أن كنت مستعدًا للتغيير، أصبحت أهمل صلاتي من جديد، ولا يوجد لي نية بالدراسة، ولا أستطيع الاستيعاب والمذاكرة، بالرغم أني هنا أجلس مع جماعة ملتزمة بكل شيء.

أرشدوني لكي أعود إلى الالتزام بصلاتي، وكيف أستطيع أن أعود إلى الدراسة؟ فأنا عندما أمسك الكتاب أشعر بالضيق، وأشعر أنني لا يوجد لدي نية للدراسة وأشعر أنني سأفشل، زرت موقع الاستشارات، وقرأت أشياء كثيرة، مثل: كتاب إبراهيم الفقي، المفاتيح العشرة للنجاح، وكتاب علو الهمة، لكن لا توجد أي فائدة، دعوتكم لي بالصلاح والتوفيق.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ saber حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لك الأحوال، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال، وأن يحقق لك في طاعته الآمال.

لا شك أن الشعور بالخلل هو أول وأهم خطوات التصحيح والإصلاح بعد توفيق ربنا الكريم الفتاح، وكره المعصية والخوف من التقصير مما نهزم به عدونا الحقير الشيطان الرجيم، ومن سار على الدرب وصل بحول الله عز وجل.

ومن هنا فنحن ننصحك باللجوء إلى الموفق الكريم سبحانه بالأمور التالية:
- التوبة النصوح بصدق وعزم وتوقف وندم، فإن فعلت فلك البشرى من الله { فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات }،
والإكثار من الحسنات الماحية قال سبحانه: { إن الحسنات يذهبن السيئات }، وابحث عن الصالحين المصلحين، فإن الانسان ما أعطي بعد الإسلام أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر، أخاك أخاك من نصحك في دينك وهداك إلى رشدك، وعدوك من غرك ومناك.

- عليك بغض بصرك وابتعد عن أماكن الفتيات، وشريعة الله تباعد بين أنفاس النساء والرجال حتى في الصلاة، فتجعل خير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء.

- عليك بأن ترتب جدولا لمذاكرتك واستعن بربك سبحانه وشجع نفسك على كل نجاح يتحقق ولو كان طفيفًا، واشكر الله عليه، فبالشكر تدوم النعم وتزيد.

- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، واشغل نفسك بالخير قبل أن تشغلك بغيره.

- اتق الله في سرك وعلانيتك، واعلم أن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته.

ونكرر لك الشكر على التواصل، ولك منا خالص الدعاء، وأصدق الأماني، وفقك الله وسدد خطاك وتولاك.