الآية الخامسة والأربعون قوله تعالى : { nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب } .

فيها اثنتان وثلاثون مسألة : المسألة الأولى : قوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وأتموا } : فيه سبعة أقوال : الأول : أحرموا بهما من دياركم ; قاله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان .

الثاني : أتموهما إلى البيت [ قاله nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ] .

[ ص: 168 ] الثالث : بحدودهما وسننهما ; قاله nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .

الرابع : ألا يجمع بينهما ; قاله nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير .

الخامس : ألا يحرم بالعمرة في أشهر الحج ; قاله nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .

السادس : إتمامهما إذا دخل فيهما ; قاله nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق .

السابع : ألا يتجر معهما .

قال القاضي رضي الله عنه : حقيقة الإتمام للشيء استيفاؤه بجميع أجزائه وشروطه ، وحفظه من مفسداته ومنقصاته ، وكل الأقوال محتمل في معنى الآية ; إلا أن بعضها مختلف فيه .

أما قوله : أحرم بها من دويرة أهلك ، فإنها مشقة رفعها الشرع وهدمتها السنة بما وقت النبي صلى الله عليه وسلم من المواقيت .

وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود إلى البيت ، فذلك واجب ، وفيه تفصيل ، وله شروط بيانها في موضعها . وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد فصحيح .

وأما ألا يجمع بينهما فالسنة الجمع بينهما ، كذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقد بيناه في مسائل الخلاف . وأما nindex.php?page=treesubj&link=3738ألا يحرم بالعمرة في أشهر الحج فهو التمتع .

وأما إتمامهما إذا دخل فيهما فلا خلاف بين الأمة فيهما حتى بالغوا فقالوا : يلزمه إتمامهما ، وإن أفسدهما . وأما ألا يتجر فيهما فهو مذهب الفقراء ألا تمتزج الدنيا بالآخرة ، وهو أخلص في النية وأعظم للأجر ، وليس ذلك بحرام ; والكل يبين في موضعه بحول الله وعونه .

الْآيَةُ الْخَامِسَةُ وَالْأَرْبَعُونَ قَوْله تَعَالَى : { nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .

فِيهَا اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ مَسْأَلَةً : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَوْله تَعَالَى { nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وَأَتِمُّوا } : فِيهِ سَبْعَةُ أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ : أَحْرِمُوا بِهِمَا مِنْ دِيَارِكُمْ ; قَالَهُ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ، nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٌّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وَسُفْيَانُ .

الثَّانِي : أَتِمُّوهُمَا إلَى الْبَيْتِ [ قَالَهُ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ] .

[ ص: 168 ] الثَّالِثُ : بِحُدُودِهِمَا وَسُنَنِهِمَا ; قَالَهُ nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .

الرَّابِعُ : أَلَّا يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا ; قَالَهُ nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنُ جُبَيْرٍ .

الْخَامِسُ : أَلَّا يُحْرِمَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ ; قَالَهُ nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .

السَّادِسُ : إتْمَامُهُمَا إذَا دَخَلَ فِيهِمَا ; قَالَهُ nindex.php?page=showalam&ids=17073مَسْرُوقٌ .

السَّابِعُ : أَلَا يَتَّجِرَ مَعَهُمَا .

قَالَ الْقَاضِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : حَقِيقَةُ الْإِتْمَامِ لِلشَّيْءِ اسْتِيفَاؤُهُ بِجَمِيعِ أَجْزَائِهِ وَشُرُوطِهِ ، وَحِفْظُهُ مِنْ مُفْسِدَاتِهِ وَمُنْقِصَاتِهِ ، وَكُلُّ الْأَقْوَالِ مُحْتَمَلٌ فِي مَعْنَى الْآيَةِ ; إلَّا أَنَّ بَعْضَهَا مُخْتَلَفٌ فِيهِ .

أَمَّا قَوْلُهُ : أَحْرِمْ بِهَا مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِك ، فَإِنَّهَا مَشَقَّةٌ رَفَعَهَا الشَّرْعُ وَهَدَمَتْهَا السُّنَّةُ بِمَا وَقَّتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَوَاقِيتِ .

وَأَمَّا قَوْلُ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ إلَى الْبَيْتِ ، فَذَلِكَ وَاجِبٌ ، وَفِيهِ تَفْصِيلٌ ، وَلَهُ شُرُوطٌ بَيَانُهَا فِي مَوْضِعِهَا . وَأَمَّا قَوْلُ nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ فَصَحِيحٌ .

وَأَمَّا أَلَّا يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا فَالسُّنَّةُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا ، كَذَلِكَ فَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ بَيَّنَّاهُ فِي مَسَائِلِ الْخِلَافِ . وَأَمَّا nindex.php?page=treesubj&link=3738أَلَّا يُحْرِمَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ فَهُوَ التَّمَتُّعُ .

وَأَمَّا إتْمَامُهُمَا إذَا دَخَلَ فِيهِمَا فَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْأُمَّةِ فِيهِمَا حَتَّى بَالَغُوا فَقَالُوا : يَلْزَمُهُ إتْمَامُهُمَا ، وَإِنْ أَفْسَدَهُمَا . وَأَمَّا أَلَّا يَتَّجِرَ فِيهِمَا فَهُوَ مَذْهَبُ الْفُقَرَاءِ أَلَّا تَمْتَزِجَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ، وَهُوَ أَخْلَصُ فِي النِّيَّةِ وَأَعْظَمُ لِلْأَجْرِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِحَرَامٍ ; وَالْكُلُّ يُبَيَّنُ فِي مَوْضِعِهِ بِحَوْلِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ .