الآية الخامسة قوله تعالى : { nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28983وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين } . [ ص: 43 ]

فيها خمس مسائل :

المسألة الأولى : يقال : شريت بمعنى بعت ، وشريت بمعنى اشتريت لغة . والبخس : الناقص ، ومنه قوله تعالى : { nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=85ولا تبخسوا الناس أشياءهم } وهي : المسألة الثانية : وقيل في بخس : إنه بمعنى حرام ، ولا وجه له ، وإنما الإشارة فيه إلى أنه لم يستوف ثمنه بالقيمة

; لأن إخوته إن كانوا باعوه فلم يكن قصدهم ما يستفيدون من ثمنه ، وإنما كان قصدهم ما يستفيدون من خلو وجه أبيهم عنه . وإن كان الذين باعوه هم الواردة فإنهم أخفوه مقتطعا ، أو قالوا لأصحابهم : أرسل معنا بضاعة ، فرأوا أنهم لم يعطوا عنه ثمنا ، وأن ما أخذوه فيه ربح كله .

المسألة الثالثة : قوله : { nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=20وكانوا فيه من الزاهدين }

إخوته أو الواردة على التقديرين المتقدمين ، لم يكن عندهم أمره عبيطا لا عند الإخوة ; لأن مقصدهم زوال عينه لا ماله ، ولا عند الواردة ; لأنهم خالفوا اشتراك أصحابهم معهم ، ورأوا أن القليل من ثمنه في الانفراد أولى .

الْآيَةُ الْخَامِسَةُ قَوْله تَعَالَى : { nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28983وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ } . [ ص: 43 ]

فِيهَا خَمْسُ مَسَائِلَ :

الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : يُقَالُ : شَرَيْت بِمَعْنَى بِعْت ، وَشَرَيْت بِمَعْنَى اشْتَرَيْت لُغَةً . وَالْبَخْسُ : النَّاقِصُ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=85وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } وَهِيَ : الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : وَقِيلَ فِي بَخْسٍ : إنَّهُ بِمَعْنَى حَرَامٍ ، وَلَا وَجْهَ لَهُ ، وَإِنَّمَا الْإِشَارَةُ فِيهِ إلَى أَنَّهُ لَمْ يَسْتَوْفِ ثَمَنَهُ بِالْقِيمَةِ

; لِأَنَّ إخْوَتَهُ إنْ كَانُوا بَاعُوهُ فَلَمْ يَكُنْ قَصْدُهُمْ مَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْ ثَمَنِهِ ، وَإِنَّمَا كَانَ قَصْدُهُمْ مَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْ خُلُوِّ وَجْهِ أَبِيهِمْ عَنْهُ . وَإِنْ كَانَ الَّذِينَ بَاعُوهُ هُمْ الْوَارِدَةُ فَإِنَّهُمْ أَخْفَوْهُ مُقْتَطَعًا ، أَوْ قَالُوا لِأَصْحَابِهِمْ : أَرْسِلْ مَعَنَا بِضَاعَةً ، فَرَأَوْا أَنَّهُمْ لَمْ يُعْطَوْا عَنْهُ ثَمَنًا ، وَأَنَّ مَا أَخَذُوهُ فِيهِ رِبْحٌ كُلُّهُ .

الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ : { nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=20وَكَانُوا فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ }

إخْوَتُهُ أَوْ الْوَارِدَةُ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ أَمْرُهُ عَبِيطًا لَا عِنْدَ الْإِخْوَةِ ; لِأَنَّ مَقْصِدَهُمْ زَوَالُ عَيْنِهِ لَا مَالِهِ ، وَلَا عِنْدَ الْوَارِدَةِ ; لِأَنَّهُمْ خَالَفُوا اشْتِرَاكَ أَصْحَابِهِمْ مَعَهُمْ ، وَرَأَوْا أَنَّ الْقَلِيلَ مِنْ ثَمَنِهِ فِي الِانْفِرَادِ أَوْلَى .