[ ص: 397 ] الآية العاشرة قوله تعالى : { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين } .
فيها أربع مسائل :
المسألة الأولى : ثبت عن { ابن شماسة المهري قال : حضرنا ، وهو في سياقة الموت ، فبكى طويلا ، وحول وجهه إلى الجدار ، فجعل ابنه يقول : ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك رسول الله بكذا ؟ قال : فأقبل بوجهه ، فقال : إن أفضل ما بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن عمرو بن العاص محمدا رسول الله أني كنت على أطباق ثلاث : لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله مني ، ولا أحب إلي أن يكون قد استمكنت منه فقتلته ، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار . فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي فقلت : ابسط يمينك لأبايعك ، فبسط يمينه . قال : فقبضت يدي . قال : ما لك يا عمرو ؟ قال : قلت : أردت أن أشترط . قال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي . قال : أما علمت أن ، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما قبله وما كان أحد أحب إلي من رسول الله ، ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت ; لأني لم أكن أملأ عيني منه ، ولو مت على ذلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ، ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها ; فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ، ولا نار ; فإذا دفنتموني فسنوا التفل علي التراب سنا ، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ، ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم ، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي الإسلام يهدم ما قبله } .